أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/فتح الأنبار - موقعة ذات العيون
أنبار هي فيروز سابور القديمة. مدينة شهيرة في العراق من ولاية بغداد بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، وهي إلى غربيها على الفرات قرب مخرج نهر عيسى، وبابل في شماليها وتبعد عنها نحو ثمانين ميلاً. قيل سميت بالأنبار لأنه كان يجمع فيها أنابير الحنطة والشعير والتبن وانابير جمع أنبار.
سار خالد على تعبئته إلى الأنبار وعلى مقدمته الأقرع بن حابس فحاصرها المسلمون وقد تحصن أهل الأنبار وخندقوا عليهم وأشرفوا من حصنهم وعلى جنودهم شيرزاد صاحب ساباط، وطاف خالد بالخندق وأنشب القتال وأوصي رماته أن يقصدوا عيون جیش العدو فرموا رشقاً واحداً ثم تابعوا فأصابوا ألف عين فسميت تلك الوقعة ( ذات العيون ) وتصايح القوم «ذهبت عيون أهل الأنبار». فلما رأى ذلك شیرزاد أرسل يطلب الصلح على أمر لم يرضه خالد، فرد رسله ونحر من إبل العسكر كل ضعيف وألقي الإبل في أضيق مكان في الخندق حتى ردمه بها وجاز هو وأصحابه فوقها، فاجتمع المسلمون والمشركون في الخندق فأرسل شیرزاد إلى خالد يطلب منه الصلح على ما أراد فصالحه على أن يلحقه بمأمنه من غير أن يأخذ شيئاً من المتاع. وخرج شيرزاد إلى بهمن جاذویه. ثم صالح خالد من حول الأنبار وأهل كَلْوَاذي.
هامش