أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/المثني بالعراق بعد رحيل خالد بن الوليد
لم يكن خالد بن الوليد مطمئناً على حالة العراق بعد أن نقص عدد الجيش فأرسل المرضى والنساء والأطفال إلى بلادهم. وبذل المثنى ما في وسعه بعد رحيل خالد عنه لتقوية ما بينه وبين الفرس من جهة العاصمة وقد تولى أمر الفرس بعد مسير خالد بقليل شَهْر َبَرَاز بن أردشير بن شهریار سابور ففكر في طرد المسلمين فجند جيشاً قوياً مؤلفاً من 10,000 مقاتل تحت قيادة هُرمُز جاذَوَیه وخرج المثنَّى من الحيرة نحوه وكان عدد جيشه أقل كثيرة من جيش الفرس وعلى مجبتيه العثی ومسعود أخواه فأقام ببابل وأقبل هرمز نحوه . ولما كان ملك الفرس واثقة من النصر، أرسل إلى المثنى كتابة قبيحة قال فيه : « إني بعثت إليكم جندة من وحش أهل فارس ، إنما هم رعاة الدجاج والخنازير ولست أقاتلك إلا بهم » . فكتب إليه المثنی : « إنما أنت أحد رجلين ، إما باغ فذلك شرلك وخير لنا ، وإما کاذب فأعظم الكاذبين فضيحة عند الله وعند الناس الملوك . وأما الذي يدلنا عليه الرأي فإنكم إنما اضطررتم إليهم فالحمد لله الذي رد كيدكم إلى رعاة الدجاج والخنازير .
هامش