انتقل إلى المحتوى

أبشر فقد نلت ما ترجو على عجل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أبشر فقد نلت ما ترجو على عجل

​أبشر فقد نلت ما ترجو على عجل​ المؤلف لسان الدين الخطيب


أبشر فقد نلت ما ترجو على عجل
ويسر الله ما تبغيه من أمل
وساعدتك الدنيا فيما تؤمله
فاهنأ بسعد على الأيام متصل
واحكم على الدهر وافعل ما تشاء به
فالدهر طوعك والأيام كالخول
فما ذعرت ببدر غير مبتدر
ولا أمرت بأمر غير ممتثل
ما لذة العيش إلا في علا وطلا
ووصل حب بلا صد ولا ملل
خذها كمثل شعاع الشمس صافية
حمراء لا تستمع فيها إلى عذل
من كف ساحرة الألحاظ فاتنة
حسناء تختال بين الحلي والحلل
إذا رنت أو ثنت أعطافها مرحا
فالظبي في نظر والغصن في ميل
وأنضر الروض أضحى وهو مصطبح
والغصن قد مال ميل الشارب الثمل
حتى إذا الشمس مالت نحو مغربها
كأنها عاشق يبكي على طلل
وحجب الليل عنا حسن منظره
بستر جنح من الظلماء منسدل
لاحت إلينا شموس الحسن ساطعة
ولا سماء سوى الإستار والكلل
وفي الوجوه لنا روض أزاهرة
من وردة الخد أو من نرجس المقل
وخير ما ظفرت كف المحب به
خمر من الريق أو نقل من القبل
فاستغم الأنس يوما إن ظفرت به
في دولة أصبحت من أسعد الدول
أيام يوسف أعياد مجددة
ولى عن الخلق فيها الهم يوم ول
وأصبحت كالربيع الطلق ضاحكة
إذ حل فيها حلول الشمس في الحمل
فسار بالعدل في ورد وفي صدر
وراقب الله في قول وفي عمل
أنواره في سماء العدل نيرة
تبدو وآثاره أسرى من المثل
لازال في عزة تصفو مواردها
مبلغا كل ما يرجوه من أمل