انتقل إلى المحتوى

سير أعلام النبلاء/ابن إسحاق

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



ابن إسحاق

ابن إسحاق 4 محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار وقيل ابن كوثان العلامة الحافظ الأخباري أبو بكر وقيل أبو عبد الله القرشي المطلبي مولاهم المدني صاحب السيرة النبوية وكان جده يسار من سبي عين التمر في دولة خليفة رسول الله وكان مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف رضي الله عنه ولد ابن إسحاق سنة ثمانين ورأي أنس بن مالك بالمدينة وسعيد بن المسيب وحدث عن أبيه وعمه موسى بن يسار وعن أبان بن عثمان فيما قيل وعن بشير بن يسار وسعيد بن أبي هند وسعيد المقبري وأبي سفيان طلحة ابن نافع وعباس بن سهل بن سعد وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعمرو ابن شعيب ومحمد بن إبراهيم التيمي وأبي جعفر الباقر ومكحول الهذلي ونافع العمري وأبي سلمة بن عبد الرحمن إن صح وفاطمة بنت المنذر بن الزبير ومعبد بن كعب بن مالك والزهري والقاسم بن محمد فيما قيل وعكرمة بن خالد المخزومي وسعد بن إبراهيم وسعيد بن عبيد ابن السباق وعاصم بن عمرو بن قتادة وصدقة بن يسار والصلت بن عبد الله ابن نوفل بن الحارث الهاشمي وعبادة بن الوليد بن عبادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي وعبد الرحمن بن القاسم وعبيد الله بن عبد الله بن عمر ومحمد بن أبي أمامة بن سهل ومحمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ومحمد بن عمرو بن عطاء ومحمد بن المنكدر ومحمد بن يحيى بن حبان ونبيه بن وهب ويزيد بن أبي حبيب ويعقوب بن عتبة وأبي عبيدة بن محمد بن عمار ومحمد بن الزبير الحنظلي وسليمان بن سحيم وابن طاووس وخلق كثير إلى أن ينزل إلى صالح بن كيسان ومحمد بن السائب الكلبي وروح بن القاسم وشعبة وطائفة وهو أول من دون العلم بالمدينة وذلك قبل مالك وذويه وكان في العلم بحرا عجاجا ولكنه ليس بالمجود كما ينبغي حدث عنه يزيد بن أبي حبيب شيخه ويحيى بن سعيد الأنصاري وهما من التابعين وفاقا وشعبة والثوري والحمادان وأبو عوانة وهشيم ويزيد بن زريع وأبو شهاب الحناط ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة وزهير بن معاوية وموسى بن أعين وجرير بن حازم وجرير بن عبد الحميد وابن عون وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وهما أكبر منه وسفيان بن عيينة وجرير ابن عبد الحميد وحفص بن غياث وعبدة بن سليمان وأبو خالد الأحمر وابن إدريس وابن نمير وزياد البكائي وسلمة الأبرش وسعدان بن يحيى وعبد الأعلى السامي ومحمد بن سلمة الحراني وابن فضيل وابن أبي عدي ومحمد بن يزيد الواسطي ويزيد بن هارون ويونس بن بكير ويعلى ابن عبيد وأخوه محمد بن عبيد وعبد الرحمن بن مغراء ويحيى بن سعيد الأموي وأبو تميلة يحيى بن واضح وأحمد بن خالد الوهبي وأمم سواهم يشق استقصاؤهم ويبعد إحصاؤهم قال مصعب الزبيري يسار مولى قيس بن مخرمة من سبي عين التمر وهو أول سبي دخل المدينة من العراق وروى سلمة بن الفضل عن أبي إسحاق قال رأيت أنس بن مالك عليه عمامة سوداء والصبيان يشتدون ويقولون هذا رجل من أصحاب رسول الله لا يموت حتى يلقى الدجال محمد بن حميد عن جرير قال رأيت ابن إسحاق يخضب بالسواد قال المفضل الغلابي سألت يحيى بن معين عن ابن إسحاق فقال كان ثقة حسن الحديث فقلت إنهم يزعمون أنه رأى سعيد بن المسيب فقال إنه لقديم وروى عباس عن يحيى قال قد سمع أبان بن عثمان ومن عطاء ومن أبي سلمة بن عبد الرحمن ومن القاسم قال وسمع من مكحول ومن عبد الرحمن بن الأسود قال ابن المديني عن سفيان عن الزهري قال لا يزال بالمدينة علم ما بقي هذا عنى ابن إسحاق قال علي بن المديني مدار حديث رسول الله ستة فذكرهم ثم قال فصار علم الستة عند اثني عشر أحدهم محمد بن إسحاق وقال نعيم بن حماد عن سفيان قال رأيت الزهري أتاه محمد بن إسحاق فاستبطأه فقال له أين كنت قال وهل يصل إليك أحد مع حاجبك قال فدعا حاجبه فقال له لا تحجبه إذا جاء وقال قال سفيان قال أبو بكر الهذلي سمعت الزهري يقول لا يزال بالمدينة علم جم ما دام فيهم ابن إسحاق وقال علي عن ابن عيينة قال ابن شهاب وسئل عن مغازيه فقال هذا أعلم الناس بها يعني ابن إسحاق وروى حرملة عن الشافعي قال من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق وقال ابن أبي خيثمة سألت يحيى بن معين عن ابن إسحاق فقال قال عاصم بن عمر بن قتادة لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق ابن أبي خيثمة حدثنا هارون بن معروف سمعت أبا معاوية يقول كان ابن إسحاق من أحفظ الناس فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر فاستودعها عند ابن إسحاق قال احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي قال الخليلي قال ابن إدريس الحافظ كيف لا يكون ابن إسحاق ثقة وقد سمع من الأعرج ويروي عنه ثم يروي عن أبي الزناد عنه ثم يروي عن ابن أبي الزناد عن أبيه عنه ثم قال الخليلي روى عن ابن إسحاق من أستاذيه الزهري وصالح بن كيسان وعقيل ويونس وقال ابن أبي ذئب عن ابن شهاب قال ورأى ابن إسحاق مقبلا لا يزال بالحجاز علم كثير ما دام هذا الأحول النفيلي عن عبد الله بن فائد قال كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه في ذلك الفن قلت قد كان في المغازي علامة قال الميموني حدثنا أبو عبد الله بحديث استحسنه عن ابن إسحاق فقلت يا أبا عبد الله ما أحسن هذه القصص التي يجيء بها ابن إسحاق فتبسم إلى متعجبا ابن المديني سمعت سفيان وسئل عن ابن إسحاق لم لم يرو أهل المدينة عنه فقال جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا فقلت له كان ابن إسحاق يجالس فاطمة بنت المنذر فقال أخبرني أنها حدثته وأنه دخل عليها قال محمد بن الذهبي هو صادق في ذلك بلا ريب وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت هشام بن عروة يقول تحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر والله إن رآها قط قلت هشام صادق في يمينه فما رآها ولا زعم الرجل أنه رآها بل ذكر أنها حدثته وقد سمعنا من عدة نسوة وما رأيتهن وكذلك روى عدة من التابعين عن عائشة وما رأوا لها صورة أبدا قال عبد الله بن أحمد فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق فقال ولم ينكر هشام لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له يعني ولم يعلم قال الأثرم سألت أبا عبد الله عن ابن إسحاق فقال هو حسن الحديث ثم قال وقال مالك وذكره فقال دجال من الدجاجلة قال الخطيب ذكر بعضهم أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة قلت كلا ما عابهم إلا وهم عنده بخلاف ذلك وهو مثاب على ذلك وأن أخطأ اجتهاده رحمة الله علية ثم قال الخطيب أنبأنا البرقاني حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الآدمي حدثنا محمد بن علي الإيادي حدثنا زكريا الساجي حدثني أحمد بن محمد البغدادي حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فليح قال قال لي مالك هشام بن عروة كذاب قال أحمد وهو الأثرم إن شاء الله فسألت يحيى بن معين فقال عسى أراد في الكلام أما في الحديث فثقة وهو من الرواة عنه قال وقال إبراهيم بن المنذر حدثني عبد الله بن نافع قال كان ابن أبي ذئب وابن الماجشون وابن أبي حازم وابن إسحاق يتكلمون في مالك وكان أشدهم فيه كلاما محمد بن إسحاق كان يقول ائتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه أنا بيطار كتبه قال الخطيب أما كلام مالك في ابن إسحاق فمشهور وأما حكاية ابن فليح عنه في هشام بن عروة فليست بالمحفوظة وراويها عن ابن المنذر لا يعرف قلت فهي مردودة وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات بن إسحاق غير واحد من العلماء لأشياء منها تشيعة ونسب إلى القدر ويدلس في حديثه فأما الصدق فليس بمدفوع عنه وقال البخاري رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق وذكر عن سفيان أنه ما رأى أحدا يتهمه قال وقال إبراهيم بن المنذر حدثنا عمر بن عثمان أن الزهري كان تلقف المغازي من ابن إسحاق فيما يحدثه عن عاصم بن عمر والذي يذكر عن مالك في ابن إسحاق لا يكاد يتبين وكان إسماعيل بن أبي أويس من أتبع من رأينا لمالك أخرج إلى كتب ابن إسحاق عن أبيه في المغازي وغيرها فانتخبت منها كثيرا قال وقال لي إبراهيم بن حمزة كان عند إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق نحوا من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي قلت يعني بتكرار طرق الأحاديث فأما المتون الأحكامية التي رواها فما تبلغ عشر ذلك وذكر البخاري هنا فصلا حسنا عن رجاله وإبراهيم بن سعد وصالح ابن كيسان فقد أكثرا عن ابن إسحاق قال البخاري ولو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق فلربما تكلم الإنسان فيرمي صاحبه بشيء واحد ولا يتهمه في الأمور كلها قال وقال إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح نهاني مالك عن شيخين من قريش وقد أكثر عنهما في الموطأ وهما ممن يحتج بهما ولم ينج كثير من الناس من كلام بعض الناس فيهم نحو ما يذكر عن إبراهيم من كلامه في الشعبي وكلام الشعبي في عكرمة وفيمن كان قبلهم وتناول بعضهم في العرض والنفس ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة ولم تسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت وحجة والكلام في هذا كثير قلت لسنا ندعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر ولا من الكلام بنفس حاد فيمن بينهم وبينه شحناء وإحنة وقد علم أن كثيرا من كلام الأقران بعضهم في بعض مهدر لا عبرة به ولا سيما إذا وثق الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف وهذان الرجلان كل منهما قد نال من صاحبه لكن أثر كلام مالك في محمد بعض اللين ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة وارتفع مالك وصار كالنجم فله ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن إلا فيما شذ فيه فإنه يعد منكرا هذا الذي عندي في حاله والله أعلم قال يونس بن بكير سمعت شعبة يقول محمد بن إسحاق أمير المحدثين لحفظه وقال علي بن عبد الله نظرت في كتب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في حديثين ويمكن أن يكونا صحيحين وقال بعض الأئمة الذي يذكر عن هشام بن عروة من قوله كيف يدخل على امرأتي لو صح هذا من هشام لجاز أن تكتب إليه فإن أهل المدينة يرون الكتاب جائزا لأن النبي كتب لأمير السرية كتابا فقال له لا تقرأه تبلغ موضع وكذا وكذا فلما بلغه قرأه وعمل به وكذلك الخلفاء والأئمة يفضون بكتاب بعضهم إلى بعض وجائز أن يكون سمع منها وبينهما حجاب في غيبة زوجها قلت ذاك الظن بهما كما أخذ خلق من التابعين عن الصحابيات مع جواز أن يكون دخل عليها ورآها وهو صبي فحفظ عنها مع احتمال أن يكون أخذ عنها حين كبرت وعجزت وكذا ينبغي فإنها أكبر من هشام بأزيد من عشر سنين فقد سمعت من جدتها أسماء ولما روت لابن إسحاق كان لها قريب من ستين سنة قال أبو زرعة الدمشقي ابن إسحاق رجل قد اجتمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه منهم سفيان وشعبة وابن عيينة والحمادان وابن المبارك وإبراهيم بن سعد وروى عنه من القدماء يزيد بن أبي حبيب وقد أختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا مع مدح ابن شهاب له وقد ذاكرت دحيما قول مالك فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه أتهم بالقدر وقال أبو إسحاق الجوزجاني ابن إسحاق الناس يشتهون حديثه وكان يرمي بغير نوع من البدع وقال سعيد بن داود الزبيري عن عبد العزيز الدراوردي كنا في مجلس ابن إسحاق نتعلم فأغفى إغفاءة فقال إني رأيت في المنام الساعة كأن إنسانا دخل المسجد ومعه حبل فوضعه في عنق حمار أخرجه فما لبثنا أن دخل المسجد رجل معه حبل حتى وضعه في عنق ابن إسحاق فأخرجه قال فذهب به إلى السلطان فجلد قال الزبيري من أجل القدر وقال أبو العباس بن عقدة حدثنا موسى بن هارون بن إسحاق سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول كان ابن إسحاق يرمى بالقدر وكان أبعد الناس منه وقال يعقوب بن شيبة سمعت ابن نمير وذكر ابن إسحاق فقال إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق وإنما أتي من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة قال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ سمعت محمد بن إسماعيل يقول محمد بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها لا يشاركه فيها أحد وقال سليمان بن إسحاق الجلاب سألت إبراهيم الحربي تكلم أحد في ابن إسحاق فقال أما سفيان بن عيينة فكان يقول يعني عن الزهري لا يزال بالمدينة علم ما عاش هذا الغلام يعني ابن إسحاق ولكن حدثني مصعب قال كانوا يطعنون عليه بشيء من غير جنس الحديث وقال يعقوب بن شيبة سألت عليا كيف حديث ابن إسحاق عندك صحيح فقال نعم حديثه عندي صحيح قلت فكلام مالك فيه قال مالك لم يجالسه ولم يعرفه وأي شيء حدث به بن إسحاق بالمدينة قلت فهشام بن عروة قد تكلم فيه فقال علي الذي قال هشام ليس بحجة لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها إن حديثه ليتبين فيه الصدق يروي مرة حدثني أبو الزناد ومرة ذكر أبو الزناد ويروي عن رجل عمن سمع منه يقول حدثني سفيان بن سعيد عن سالم أبي النضر عن عمير صوم يوم عرفة وهو من أروى الناس عن أبي النضر ويقول حدثني الحسن بن دينار عن أيوب عن عمرو بن شعيب في سلف وبيع وهو من أروى الناس عن عمرو قال يعقوب الفسوي قال علي لم أجد لأبن إسحاق إلا حديثين منكرين نافع عن ابن عمر عن النبي إذا نفس أحدكم يوم الجمعة والزهري عن عروة عن زيد بن خالد إذا مس أحدكم فرجه هذان لم يروهما عن أحد والباقون يقول ذكر فلان ولكن هذا فيه حدثنا وقال يعقوب الفسوي أيضا سمعت بعض ولد جويرية بن أسماء وكان ملازما لعلي قال سمعت عليا يقول وقع إلي من حديث ابن إسحاق شيء فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه أبو داود سمعت أحمد يقول كان ابن إسحاق يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه قلت هذا الفعل سائغ فهذا الصحيح للبخاري فيه تعليق كثير وقال أحمد بن إسحاق أحب الي من موسى بن عبيدة قلت موسى ضعفوه وقال أحمد كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال حدثني وإذا لم يكن قال قال وقال أحمد قدم ابن إسحاق بغداد فكان لا يبالي عمن يحكي عن الكلبي وعن غيره وقال ليس هو بحجة قال أبو العباس بن عقدة سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل كان أبي يتبع حديث ابن إسحاق فيكتبه كثيرا بالعلو والنزول ويخرجه في المسند وما رأيته أبقى حديثه قط قيل له يحتج به قال لم يكن يحتج به في السنن وقال أيوب بن إسحاق بن سافري سألت أحمد بن حنبل فقلت إذا انفرد ابن إسحاق بحديث تقبله قال لا والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا قال وأما علي بن المديني فكان يثني عليه ويقدمه وروى محمد بن عثمان العبسي عن علي هو صالح وسط وروى ابن أبي خيثمة عن يحيى ليس به بأس وقال مرة ليس بذاك وسمعت يحيى مرة أخرى يقول هو عندي سقيم ليس بقوي وقال الميموني سمعت يحيى بن معين يقول ابن إسحاق ضعيف وروى المفضل الغلابي عن ابن معين هو ثبت في الحديث وروى أبو زرعة النصري عن يحيى ثقة وليس بحجة إنما الحجة عبيد الله بن عمر ومالك وذكر جماعة وقال يعقوب السدوسي قلت ليحيى في نفسك من صدقة شيء قال لا هو صدوق وروى عباس بن محمد عن يحيى ثقة وليس بحجة وقال العجلي مدني ثقة وقال النسائي وغيره ليس بالقوي وقال أبو زرعة هو صدوق وقال أبو حاتم يكتب حديثه وقال النفيلي حدثنا عبد الله بن فائد قال كنا إذا جلسنا إلى ابن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه فيه أبو عبد الله المحاملي حدثنا العباس بن يزيد البحراني حدثنا بن عيينة سمعت شعبة يقول محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث أحمد الأبار حدثنا إسماعيل بن عبيد الحراني حدثنا يزيد بن هارون عن شعبة قال لو سود أحد في الحديث لسود ابن إسحاق وقال ابن سعد كان ثقة ومنهم من يتكلم فيه وكان خرج من المدينة قديما فأتى الجزيرة والكوفة والري وبغداد فأقام بها حتى مات في سنة 151

قال أبو سعيد بن يونس قدم ابن إسحاق الإسكندرية سنة خمس عشرة ومئة وروى عن جماعة من أهل مصر منهم عبيد الله بن المغيرة ويزيد بن أبي حبيب وثمامة بن شفي وعبيد الله بن أبي جعفر والقاسم بن قرمان والسكن بن أبي كريمة روى عنهم أحاديث لم يروها عنهم غيره فيما علمت روى عنه من أهل مصر الأكابر منهم يزيد بن أبي حبيب وقيس بن أبي يزيد قال ابن سعد كان ابن إسحاق أول من جمع مغازي رسول الله وخرج من المدينة قديما فلم يرو عنه أحد منهم غير إبراهيم بن سعد وكان مع العباس بن محمد بالجزيرة وأتى أبا جعفر بالحيرة فكتب له المغازي فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب وسمع منه أهل الري فرواته من هؤلاء البلدان أكثر ممن روى عنه من أهل المدينة وقال ابن عدي ولو لم يكن لابن إسحاق من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء إلى الاشتغال بمغازي رسول الله ومبعثه ومبتدأ الخلق لكانت هذه فضيلة سبق بها ثم من بعده صنفها قوم آخرون فلم يبلغوا مبلغ ابن إسحاق منها وقد فتشت أحاديثه كثيرا فلم أجد من أحاديثه ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف وربما أخطأ أو يهم في الشيء بعد الشيء كما يخطىء غيره ولم يتخلف في الرواية عنه الثقات والأئمة وهو لا بأس به العقيلي حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا سليمان بن داود حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا وهيب سمعت هشام بن عروة يقول ابن إسحاق كذاب عباس العنبري سمعت أبا الوليد حدثني وهيب قال سألت مالكا عن محمد بن إسحاق فقال وقال واتهمه العقيلي حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم حدثنا أحمد بن منصور زاج حدثني أحمد بن زهير سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك يجرحان محمد بن إسحاق أبو داود الطيالسي عن محمد بن مسلم بن أبي الوضاح قال كنت عند يحيى بن سعيد الأنصاري فقيل له إن أهل العراق يرون عن ابن إسحاق فقال يحيى تروون العلم عن محمد بن إسحاق تروون العلم عن محمد بن إسحاق العقيلي حدثني الفضل بن جعفر حدثنا عبد الملك بن محمد حدثني سليمان بن داود قال لي يحيى القطان أشهد أن محمد بن إسحاق كذاب قلت وما يدريك قال قال لي وهيب فقلت لوهيب ما يدريك قال قال لي مالك بن أنس فقلت لمالك وما يدريك فقال قال لي هشام ابن عروة قلت لهشام وما يدريك قال حدث عن امرأتي فاطمة بنت المنذر ودخلت علي وهي ابنة تسع سنين وما رآها حتى لقيت الله قلت معاذ الله أن يكون يحيى وهؤلاء بدا منهم هذا بناء على أصل فاسد واه ولكن هذه الخرافة من صنعة سليمان وهو الشاذكوني لا صبحه الله بخير فإنه مع تقدمه في الحفظ متهم عندهم بالكذب وانظر كيف قد سلسل الحكاية ويبين لك بطلانها أن فاطمة بنت المنذر لما كانت بنت تسع سنين لم يكن زوجها هشام خلق بعد فهي أكبر منه بنيف عشرة سنة وأسند منه فإنها روت كما ذكرنا عن أسماء بنت أبي بكر وصح أن ابن إسحاق سمع منها وما عرف بذلك هشام أفبمثل هذا القول الواهي يكذب الصادق كلا والله نعوذ بالله من الهوى والمكابرة ولكن صدق القاضي أبو يوسف إذ يقول من تتبع غريب الحديث كذب وهذا من أكبر ذنوب ابن إسحاق فإنه يكتب عن كل أحد ولا يتورع سامحه الله وعن يحيى بن سعيد قلت لهشام ابن إسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر قال أهو كان يصل إليها قلت ويحتمل أن تكون إحدى خالات ابن إسحاق من الرضاعة فدخل عليها وما علم هشام بأنها خالة له أو عمة يحيى بن أدم حدثنا ابن إدريس قال كنت عند مالك فقال له رجل إن محمد بن إسحاق يقول اعرضوا علي علم مالك فإني بيطارة فقال مالك انظروا إلى دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا علي علم مالك قال ابن إدريس فما رأيت أحدا جمع الدجالين قبله أخبرنا ابن الخلال أنبأنا جعفر أنبأنا السلفي أنبأنا ابن ماك أنبأنا الخليلي سمعت جدي والقاسم بن علقمة سمعنا ابن أبي حاتم سمعت مسلم بن الحجاج حدثنا ابن راهوية سمعت يحيى بن آدم سمعت ابن إدريس يقول كنت عند مالك فقال رجل كنت بالري عند أبي عبيد الله وزير المهدي فقال ابن إسحاق هاتوا اعرضوا علي علوم مالك فإني أنا بيطارها فقال مالك دجال من الدجاجلة يقول هذا قال ابن إدريس لم أسمع بجمع الدجال إلا منه وبه إلى ابن حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا إبن إدريس بنحوها فقال مالك دجال من الدجاجلة يقول هكذا نحن نفيناه من المدينة وقال هارون بن معروف سمعت أبا معاوية يقول كان ابن إسحاق أحفظ الناس وكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء واستودعها ابن إسحاق يقول احفظها عني فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي وعن ابن إدريس الحافظ قال كيف لا يكون محمد بن إسحاق ثقة وقد سمع من الأعرج ثم يروي عن أبي الزناد عنه ثم يروي عن ابن أبي الزناد عن أبيه عنه وقال ابن المديني إنه ليبين في حديثه الصدق يقول مرة حدثني أبو الزناد ومرة ذكر أبو الزناد ويقول حدثني سفيان بن سعيد عن سالم أبي النضر وهو من أروى الناس عن أبي النضر ويقول حدثني الحسن ابن دينار عن عمرو بن شعيب في سلف وبيع وهو من أروى الناس عن عمرو ولم أجد له سوى حديثين منكرين نافع عن ابن عمر في النعاس يوم الجمعة والزهري عن عروة عن زيد بن خالد من مس فرجه قال الهيثم بن خلف حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو داود حدثني من سمع هشام بن عروة وقيل له إن ابن إسحاق حدث بكذا وكذا عن فاطمة فقال كذب الخبيث ابن المديني قال سفيان رأيت ابن إسحاق في مسجد الخيف فاستحييت أن يراني معه أحد فقال أنا أرصد ابن خصيفة أبغي أن أسأله عما حدثني عنه ثم قال ابن عيينة اتهموه بالقدر أبو داود الطيالسي عن حماد بن سلمة قال ما رويت عن ابن إسحاق إلا باضطرار الفلاس سمعت يحيى يقول قال رجل لابن إسحاق كيف حديث شرحبيل بن سعد فقال وأخذ يحدث عن شرحبيل ثم قال الفلاس العجب من رجل يحدث عن أهل الكتاب ويرغب عن شرحبيل ثم قال الفلاس من رجل يحدث عن أهل الكتاب ويرغب عن شرحبيل وقد حدث عنه يحيى بن سعيد وعاصم الأحول ومطر وأبو معشر المديني الفلاس سمعت يحيى بن سعيد يقول لعبيد الله إلى أين تذهب قال أذهب إلى وهب بن جرير اكتب السيرة قال يكتب كذبا كثيرا قلت كان وهب يرويها عن أبيه عن ابن إسحاق وأشار يحيى القطان إلى ما في السيرة من الواهي من الشعر ومن بعض الأثار المنقطعة المنكرة فلو حذف منها ذلك لحسنت وثم أحاديث جمة في الصحاح والمسانيد مما يتعلق بالسيرة والمغازي ينبغي أن تضم إليها وترتب وقد فعل غالب هذا الإمام أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة له قال علي بن عبد الله كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن ابن إسحاق شيئا كان يضعفه وقال يحيى بن معين لم يسمع ابن إسحاق من طلحة بن نافع شيئا ابن المديني سمعت يحيى يقول قال إنسان للأعمش إن ابن إسحاق حدثنا عن ابن الأسود عن أبيه بكذا وكذا فقال كذب ابن إسحاق وكذب ابن الأسود حدثني عمارة بكذا وكذا قال علي وسمعت يحيى يقول الحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق يعني سواء وأشعث بن سوار دونهما وقال تركت ابن إسحاق متعمدا إبراهيم الحزامي عن ابن أبي فديك قال رأيت محمد بن إسحاق يكتب عن رجل من أهل الكتاب قلت هذا يشنع به على ابن إسحاق ولا ريب أنه حمل ألوانا عن الذمة مترخصا بقوله حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج أبو جعفر العقيلي حدثني أسلم بن سهل حدثني محمد بن عمرو بن عون حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال قال أبي سمعت مالكا يقول يا أهل العراق من يغت عليكم بعد محمد بن إسحاق العقيلي حدثني الخضر بن داود حدثنا أحمد بن محمد قلت لأبي عبد الله ما تقول في ابن إسحاق قال هو كثير التدليس جدا قلت فإذا قال أخبرني وحدثني فهو ثقة قال هو يقول أخبرني فيخالف فقيل لأبي عبد الله روى عنه يحيى بن سعيد فقال لا كالمنكر لذلك ثم قال كان يحيى بن سعيد لا يستخف من هو أكبر من محمد بن إسحاق بندار سمعت معاذا يقول رأيت ابن إسحاق عليه إزار رقيق متخلق وخصيته مدلاة بندار سمعت ابن أبي عدي يقول كان ابن إسحاق يلعب بالديوك قال الهيثم بن عدي والمدائني محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار وكان خيار لقيس بن مخرمة قال أبو الحسن الدارقطني ابن إسحاق لا يحتج به وقال الحسن بن علي الحلواني سمعت يزيد بن هارون يقول لو كان لي سلطان لأمرت ابن إسحاق على المحدثين أخبرنا عبد الرحمن بن قدامة الفقيه في كتابه أنبأنا عمر بن محمد أنبأنا هبة الله بن محمد أنبأنا محمد بن محمد أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا محمد بن ربح بن سليمان البزاز حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن إسحاق عن سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال خرج علينا رسول الله في صلاة الظهر أو العصر شك يزيد وهو حامل أمامة بنت أبي العاص فإذا أراد أن يركع وضعها ثم ركع فإذا قام حملها فلم يزل يفعل ذلك حتى قضى صلاته فهذا أعلى ما يقع لنا من حديث ابن إسحاق قال عمرو بن علي وإبراهيم نفطويه وغيرهما مات ابن إسحاق سنة خمسين ومئة وقال الهيثم بن عدي وأحمد بن خالد الوهبي وغيرهما مات سنة إحدى وخمسين ومئة وقال علي بن المديني ويحيى بن معين وزكريا الساجي وغيرهم سنة اثنتين وخمسين ومئة وقال شباب توفي سنة اثنتين أو ثلاث روى له مسلم في المتابعات واستشهد به البخاري وأخرج أرباب السنن له والوهبي هو خاتمة أصحابه مات سنة خمس عشرة ومئتين


سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
الجزء الأول | الجزء الثاني | الجزء الثالث | الجزء الرابع | الجزء الخامس | الجزء السادس | الجزء السابع | الجزء الثامن | الجزء التاسع | الجزء العاشر