انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 830/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 830/البَريدُ الأدبيّ

ملاحظات: بتاريخ: 30 - 05 - 1949



تصحيح:

في الجزء الخامس من المجلد السابع لمجلة الكتاب كتب الدكتور مصطفى جواد - من بغداد - مقالاً تحت عنوان (ناصر الدين شافع الكَناني) وهو أحد المؤرخين من ذوي الآثار المغفلة. وقد عرض لي في تضاعيف مقال التعريف بهذا المؤرخ الأديب أمور أجملها فيما يلي:

نقل الكاتب المؤرخ ما جاء في الورقة 16 هو ما نصه: (. . . وطهر منهم البلاد، وأمن من عدوانهم العباد، وأحدهم (كذا) عن آخرهم) وأقول: إشارة الأستاذ الكاتب ب (كذا) لا تغني شيئاً عن الصواب الذي ينشده الكاتب فيما يكتب والقارئ مما يقرأ. . . وحين تقصر المراجع عن الإفادة بالأصل لا يبقى لدى الكاتب والمحقق على الخصوص غير الاجتهاد. وعندي أن أصل الكلمة إن لم يكن (وأبادهم) فهو (وأخذهم) بالخاء والذال المعجمتين، والمعنى أنه أذهب ريحهم وشتت شملهم وجعلهم في الأرض بدداً أي أنه أخذهم - مع الفارق - أخذ عزيز مقتدر.

وجاء نقلاً عن هذه الورقة أيضاً: (ووصل إلى غازان ملكهم ما ساءه من خبرهم وأيس من (صدرهم) قلت: وصواب الكلمة (صدهم) بحذف الراء على الأرجح، ويرجح هذا ما جاء بعده (وأخذ في ترقيع جيشه ولا يترقع، وفي لم شعثه هذا وما في قوسه مرمى ولا في سهمه منزع).

وورد أيضاً: (ولم يصل إليه منهم إلا اليسير (أو) جريح أو مذعور). قلت: ليس ل (أو) هذه مكان في جملة الخبر، وصوابها (من) الجارة وبها يستقيم الكلام.

وجاء أخيراً ما نصه: (. . . تجوس بلاده وتعرف (طارده) وتلاده. .) قلت: الصواب (طارفه) بالفاء وهو ضد التالد والتلاد. على أن لجملة (طارده وتلاده) الواردة تخريجاً آخر ولكنه بعيد المراد، ولا أظن صاحب الرسالة قصد إليه، وإن جار القصد إليه من طريق غير هذا الطريق.

وبعد فما رأيناه أجملنا صواب هناته مجتهدين، ونرجو أن يكون في هذا الاجتهاد السداد، والسلام.

(الزيتون)

عدنان

الضبع مؤنثة:

كتب محرر بالمجمع اللغوي (يثبت) تذكير الضبع على أسلوب عجيب في التحقيق اللغوي، فقد اكتفى بنقل (ضعيف) عن المصباح المنير فيه إحالة على مجهول، إذ قال: (وهي أنثى) - وقيل - تقع على الذكر والأنثى، ثم أراد (المحرر) التوهيم فنقل ما في (الإفصاح) في رواية غير مؤيدة بشاهد عن (المبرد).

وما ساقه بعيد عن التحقيق في إيراد (المسموع)، فإن دوران الكلمة يحقق مدلولها الوضعي ما لم تعارض بنص سماعي، وهو - كعادته - يعتمد على النقل من المعاجم من دون استعمال المقايسة، وصنيعه ليس شيئاً يعطي الإفادة، ونحن لا زلنا نؤثر تأنيث الضبع، فقد ورد: (فإن قومك لم تأكلهم الضبع).

وفي نظرة إلى ميسرة نأمل بعد التأمل سياق شاهد على التذكير

(بورسعيد)

أحمد عبد اللطيف بدر

العمل الأدبي أيضا:

كتب الأديب صبري حسن علوان بالعدد 828 من الرسالة الغراء معقباً على تعريف الأستاذ أحمد أحمد بدوي للعمل الأدبي بأنه التعبير عن تجربة للأديب، بألفاظ موحية؛ فقال (قد لفت نظري هذا التعريف إلى ما عرف به الأستاذ سيد قطب العمل الأدبي في كتابه (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) أنه (التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية) ثم قال المعقب (ولعل التعريف الثاني أعم وأوحى) والمهم هو هذا التذييل الأخير فإنه كما يبدو يدل على أن المعقب غير متأكد في تحقيقه العموم في التعريفين. والحقيقة أن تعريف الأستاذ أحمد بدوي أعم من التعريف الآخر لأنه لم يقيد التجربة بوصف يحد من نطاقها فصح أن تطلق على التجربة الشعورية وغيرها؛ أما الأستاذ قطب فقد قيد التجربة (بالشعورية).

(الإسكندرية)

أحمد محمود عرفه

1 - راق له

تعبير عربي صحيح فقد جاء في الأفعال لابن القوطية طبع أوروبا ص110 ما نصه:

راق الشيء أعجب، والشراب صفا. أهـ.

وجاء في مقاييس اللغة (الراء والواو والقاف) أصلان يدل أحدهما على تقدم شيء والثاني على حسن وجمال أهـ.

ومن هذا يظهر لك صحة استعمال قولهم راق له وراق في نظره.

أليس هذا مثل قولهم حلا له وساغ له وصفا له.

2 - الكساء والكسوة:

خطأ أحد أفاضل المدرسين استعمال الكساء بمعنى الملبوس مطلقاً، لأنه ثوب بعينه وهو نحو العباءة من الصوف، واقترح استعمال الكسى جمع كسوة لأنها كل ما يكتسي به، فيقال الغذاء والكسى الخ.

وهذا ليس بصحيح؛ فقد جاء في المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ما نصه: الكساء والكسوة اللباس. أهـ.

ولا يخفى أن الكساء ألطف من الكسى، حتى أن القدامى عدلوا عنها إلى الكساوي كما نقول الرشاوى والقهاوي.

3 - الأشقياء:

خطأ أحد المدرسين استعمال الأشقياء بمعنى المجرمين والجناة واللصوص، لأن الشقي خلاف السعيد، وأقول إن هذا الاستعمال صحيح بل فصيح لأنه استعمال مجازي. ألا ترى أن المجرم ونحوه غير سعيد؟ ومعاني الشقاء وهي البؤس والشدة والعسر والتعب ونحوه متوافرة فيه؛ بل هو شقي الدارين: شقي في حياته وشقي بعد مماته.

علي حسن هلالي

المجمع اللغوي

حول كتاب (المنصف):

سقطت سهواً أثناء جمع القسم الأول من كلمتي عن كتاب (المنصف) لابن وكيع المصري جملة لا مناص من ذكرها، وهي: (وعند صديقي الدكتور خليل محمود عساكر المدرس بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول صورة من هذه النسخة الفريدة ظفر بها قبيل الحرب الأخيرة بأيام قلائل، وقد كتب على الصديق الفاضل أن يظل في ألمانيا مدة الحرب كلها).

وإني أنتهز فرصة هذا التصويب وأتوجه إلى الدكتور خليل بخالص الشكر وجزيل الثناء.

السيد أحمد صقر