كتاب المناظر/الفصل الأول صدر المقالة
قد تبين في المقالة الأولى كيف يكون الإبصار بالجملة وهو كيفية إحساس البصر لصورة الضوء واللون اللذين في المبصر مرتبة على ما هي عليه في سطح المبصر.
والبصر يدرك من المبصرات معاني كثيرة من المعاني التي تكون في المبصرات غير الضوء واللون.
وأيضاً فإنه قد تبين في المقالة الأولى أن الإبصار إنما يكون من سموت خطوط الشعاع. وخطوط الشعاع تختلف أحوالها وتختلف أحوال الصور التي ترد عليها إلى البصر. وأيضاً فإن إدراك البصر للمبصرات ليس يكون في جميع الأوقات ولجميع المبصرات وعلى جميع الأحوال على صفة واحدة بل تختلف كيفية إحساس البصر بالمبصرات وتختلف كيفية إحساس البصر بالمبصر الواحد من البعد الواحد ومن الوضع الواحد بحسب قصد الناظر وتعمله لإدراك المبصر وتعمده لتمييز المعاني التي فيه.
ونحن نبين في هذه المقالة اختلاف أحوال خطوط الشعاع ونميز خواصها ونفصل أيضاً جميع المعاني التي يدركها البصر ونبين كيف يدرك البصر كل واحد منها ونميز كيفية إدراك ابصر للمبصرات ونبين اختلاف إدراك البصر لها.