أبا الصقر لست أرى مهديا
المظهر
(حولت الصفحة من أبا الصقرِ لستُ أرى مُهْدياً)
أبا الصقرِ لستُ أرى مُهْدياً
أبا الصقرِ لستُ أرى مُهْدياً
لك المدحَ غيريَ إلا مُثابا
وقد كدتُ من فَرْط ما شَفَّني
جفاؤُك ألاَّ أُسيغَ الشرابا
ولو كنتُ أعرفُ لي إسوةً
صبرتُ وعزَّيتُ قلباً مصابا
ولكنْ مُنِعتُ الأَسا مثلما
حُرمتُ اللُّهى من يديك الرِّغابا
وكنت قليلَ إسا المُرتجِي
إذا فاته صيِّبٌ منك صابا
وأين إسا من عَمَمْتَ الورى
سواهُ بسيبٍ يفوتُ السحابا
فلا زلتَ لا يجِدُ الحاسدو
نَ فيك سوى ذلك العابِ عابا
بل اللَّه يفديك بالحاسدي
نَ من كل عابٍ دعاءً مجابا
وإن كنتَ حَلأَّتني صادياً
وأوردتَ غيري حِياضاً عِذاباً
تُجَأجِىءُ بالوارديها سِوا
يَ ظلما وتُفرغ فيها الذِّنابا
وإني لأرأفُهُم مَنسِماً
بساقٍ وأعفاهُمُ عنه نابا
وأغزرُهم دِرَّةً بعد ذا
كَ عَفْواً إذا الدَّر عاصَى العِصابا
فما لعطاياكَ أضحت حِمىً
عليَّ وأضحت لغيري نِهابا
أظنُّك خُبِّرتَ أنّي امرؤٌ
أبَرُّ الرجالَ بشعري احتسابا
وذلك أحسنُ ما في الظنون
إذا ما أخٌ بأخيه استرابا
ولو غيرُك السائِمي ما أَرى
لشعَّبتُ للظن فيه شِعابا
فقلتُ غبيٌّ كسا جهلُهُ
نواظرَهُ دون شمسي ضبابا
ورانَ على قلبه رَيْنُهُ
فليس يُريه صوابي صوابا
أذلك أو قلتٌ كان امرأً
رأى الجودَ ذنباً عظيماً فتابا
هفا هفوةً بالندى ثم قال
أنبتُ إلى اللَّه فيمن أنابا
أذلك أو قلتُ بل لم يزلْ
أخا البخل إلا عِداتٍ كِذابا
يُريغُ ثناءً بلا نائل
يُمنِّي أمانيَّ تُلْفَى سرابا
إلى كل ذاك تميلُ النفو
س أخطأ ظنٌّ بها أم أصابا
ولكن تنخَّلْتُ فيك الظنونَ
تَنَخُّليَ المدحَ فيك اللُّبابا
وما ظنَّ من حَسَّنَ الظن فيك
فأنت الحقيقُ به لا المُحابى
على أنني رجلٌ عاتبٌ
وعتبيَ أَهدى إليك العتابا
سأبدي مَعَاتِبَ مكنونةً
إذا هي لم تَبْدُ عادت ضِبَابَا
قبلتَ مديحي وأَنشدتَهُ
أُناساً وأمسكت عني الثوابا
وفيه سَرائر أُفشيتُهنْ
نَ إليك وكاتمتُهنَّ الحِجابا
فللَّه أنتَ وما جئتَهُ
إليَّ لقد جئت شيئاً عُجابا
أتهتك ستريَ عن خَلَّتي
وتُغْلق دون عطاياك بابا
فلو كنتَ إمَّا أنلتَ امرأً
وإما سترت عليه وخَابا
عُذِرْتَ ولكن كشفتَ الغطا
ء عنه ولَمَّا تُنِلْهُ الثوابا
سوى أنَّ خالك لي مُبرِقٌ
بوارقَ يخطفنَ طرفي التهابا
يشير إليَّ بإيماضه
ويعمد غير جنابي مَصَابَا
وإنَّ جنابيَ لو جاده
لأزكى نباتاً وأزكى ترابا
جناب إذا راده رائد
رأى المسك عند ثراه مَلاَبا
وإن جادَهُ العُرْفُ أجْنَى جنىً
من الشكر مستعذباً مستطابا
فَحَتَّامَ تَخْطَفُ تلك البرو
قُ طرفي ويسقين غيري الذِّهابا
رضيتَ بوعدك لي نائلاً
إذا شِمْتُ في أفقَيْك السحابا
وما كنتُ بعتُك سترَ القُنُوع
لِتَنْقُدَني منه وعداً خِلابا
ومن باع ستراً على خلَّةٍ
بوعدٍ فأخْسِرْ به حين آبا
ومن عَجَبٍ كدتَ تَجني به
عليَّ مشيباً يُعَفِّي الشّبابا
دوام احتجابك عن رائدي
ولولاي لم يَرَ منك احتجابا
وقد كان من قبلِ إيصالِهِ
هداياي أدنى جليسَيْك قابا
فأقصاه ما كان يرجو به
إليك دُنُواً ومنك اقترابا
فاعجِبْ بهاتيك من خطةٍ
واعجبْ بألاَّ تُشيبَ الغرابا
حلفتُ لَئِنْ أنتَ لم تُرضِني
لتنصرفَنَّ القوافي غضابا