انتقل إلى المحتوى

وأفض إلى نجل النبي محمد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

وأفض إلى نجل النبي محمد

​وأفض إلى نجل النبي محمد​ المؤلف الهبل


وأفض إلى نجل النبي محمد
والسبط من ريحانتيه الأكبرا
من طلق الدنيا ثلاثا واغتدى
للضرة الأخرى عليها مؤثرا
مستسلما إذ خانه أصحابه
وعراه من خذلانهم ما قد عرا
واستعجل ابن هند موته
فسقاه كأسا للمنية أعفرا
وقل التحية من سميك من غدا
بكم يرجي ذنبه أن يغفرا
وبكربلا عرج فإن بكربلا
رمما منعن عيوننا طعم الكرى
حيث الذي حزنت لمصرعه السما
وبكت لمقتله نجيعا أحمرا
فإذا بلغت السؤل من هذا وذا
وقضيت حقا للزيارة أكبرا
عج بالكناسة باكيا لمصارع
غر تذوب لها النفوس تحسرا
مهما نسيت فلست أنسى مصرعا
لأبي الحسين الدهر حتى أقبرا
ما زلت أسأل كل غاد رائح
عن قبره لم ألق عنه مخبرا
بأبي وبي بل بالخلائق كلها
من لا له قبر يزار ولا يرى
من لو يوازن فضله يوما بفضل
الخلق كان أتم منه وأوفرا
من قام للرحمن ينصر دينه
ويحوطه من أن يضام ويقهرا
من نابذ الطاغي اللعين وقادها
لقتاله شعث النواصي ضمرا
من باع من رب البرية نفسه
يا نعم بائعها ونعم من اشترى
من قام شاهر سيفه في عصبة
زيدية يقفو السبيل الأنوارا
من لا يسامي كل فضل فضله
من لا يداني قدره أن يقدرا
من جاء في الأخبار طيب ثنائه
عن جده خير الأنام مكررا
من قال فيه كقوله في جده
أعني عليا خير من وطأ الثرى
من أن محض الحق معه لم يكن
متقدما عنه ولا متأخرا
هو صفوة الله الذي نعش الهدى
وحبيبه بالنص من خير الورى
ومزلزل السبع الطباق إذا دها
ومزعزع الشم الشوامخ إن قرا
كل يقصر عن مدى ميدانه
وهو المجلى في الكرام بلا مرا
بالله أحلف أنه لأجل من
بعد الوصي سوى شبير وشبرا
قد فاق سادة بيته بمكارم
غراء جلت أن تعد وتحصرا
بسماحة نبوية قد أخجلت
بنوالها حتى الغمام الممطرا
وشجاعة علوية قد أخرست
ليت الشرى في غابه أن يزأرا
ما زال مذ عقدت يداه إزاره
لم يدر كذبا في المقال ولا افترا
لما تكامل فيه كل فضيلة
وسرى بأفق المجد بدرا نيرا
ورأى الضلال وقد طغى طوفانه
والحق قد ولى هنالك مدبرا
سل السيوف البيض من عزماته
ليؤيد الدين الحنيف وينصرا
وسرى على نجب الشهادة قاصدا
دار البقا يا قرب ما حمد السرى
وغدا وقد عقد اللوا مستغفرا
تحت اللوا ومهللا ومكبرا
لله يحمد حين أكمل دينه
وأناله الفضل الجزيل الأوفرا
يؤلي ألية صادق لو لم يكن
لي غير يحي ابني نصيرا في الورى
لم أثن عزمي أو يعود بي الهدى
لا أمت فيه أو أموت فأعذرا
ما سرني أني لقيت محمدا
لم أحي معروفا وأنكر منكرا
فأتوا إليه بالصواهل شزبا
وبيعملات العيس تنفخ في البرى
وبكل أبيض باتر وبكل أزرق نافذ وبكل لدن أسمرا
...
فغدت وراحت فيهم حملاته
وسقاهم كاس المنية أحمرا
حتى لقد جبن المشجع منهم
وانصاع ليثهم الهصور مقهقرا
فهناك فوق كافر من بينهم
سهما فشق به الجبين الأزهرا
تركوه منعفر الجبين وإنما
تركوا به الدين الحنيف معفرا
عجبا لهم وهم الثعالب ذلة
كيف اغتدى جزرا لهم أسد الشرى
صلبوه ظلما بالعراء مجردا
عن برده وحموه من أن يسترا
حتى إذا تركوه عريانا على
جذع عتوا منهم وتجبرا
نسجت عليه العنكبوت خيوطها
ضنا بعورته المصونة أن ترى
ولجده نسجت قديما إنها
ليد يحق لمثلها أن تشكرا
ونعته أطيار السماء بواكيا
لما رأت أمرا فظيعا منكرا
أكذا حبيب الله يا أهل الشقا
وحبيب خير الرسل ينبذ بالعرا
يا قرب ما اقتصيتم من جده
وذكرتم بدرا عليه وخيبرا
أما عليك أبا الحسين فلم يزل
حزني جديد الثوب حتى أقبرا
لم يبق لي بعد التجلد والأسى
إلا فنائي حسرة وتفكرا
يا عظم ما نالته منك معاشر
سحقا لهم بين البرية معشرا
قادوا إليك المضمرات كأنما
يغزون كسرى ويلهم أو قيصرا
يا لو درت من ذا له قيدت لما
عقدت سنابكها عليها عثيرا
حتى إذا جرعتهم كأس الردى
قتلا وأفنيت العديد الأكثرا
بعث الطغاة إليك سهما نافذا
من راشه شلت يداه ومن برى
يا ليتني كنت الفداء وإنه
لم يجر فيك من الأعادي ما جرى
باعوا بقتلك دينهم تبا لهم
يا صفقة في دينهم ما أخسرا
نصبوك مصلوبا على الجذع الذي
لو كان يدري من عليه تكسرا
واستنزلوك وأضرموا نيرانهم
كي يحرقوا الجسم المصون الأطهرا
فرموك في النيران بغضا منهم
لمحمد وكراهة أن تقبرا
ولكاد يخفيك الدجى لو لم يصر
بجبينك الميمون صبحا مسفرا
ووشى بتربتك التي شرفت شذى
لولاه ما علم العدو ولا درى
طيب سرى لك زائرا من طيبة
ومن الغري يخال مسكا أذفرا
وذروا رمادك في الفرات ضلالة
أترى درى ذاري رمادك ما ذرى
هيهات بل جهلوا لطيب أريجه
أرماد جسمك ما ذروا أم عنبرا
سعد الفرات بقربه فلو أنه
ملح أجاج عاد عذبا كوثرا
هذا جزاء أبيك أحمد منهم
إذ قام فيهم منذرا ومبشرا
وجزاء نصحك حين قمت بأمره
وسريت بدرا في الظلام كما سرى
فاسعد لدى رضوان بالرضوان من
رب السماء فما أحق وأجدرا
يهنيك قد جاورت جدك أحمدا
وأنالك الله الجزاء الأوفرا
أهون بهذي الدار في جنب التي
أصبحت فيها للنعيم مخيرا
لو كان للدنيا لدى خلاقها
قدر لخولك النصيب الأكثرا
بل كنت عند الله جل جلاله
من أن ينيلكها أجل وأخطرا
يا ليت شعري هل أكون مجاورا
لك أم تردني الذنوب إلى الورا
أأذاد عنكم في غد وأنا الذي
لي من ودادك ذمة لن تخفرا
قل ذا الفتى حضر اللقا معنا وإن
أبطا به عنا الزمان وأخرا
يا خير من بقيامه ظهر الهدى
في الأرض وانهزم الضلال وقهقرا
عذرا إذا قصرت لديك مدايحي
فيحق لي يا سيدي أن أعذرا
لم أجر في مدحيك طرف عبارة
إلا كبا من عجزه وتقطرا
أتخالني لمدى جلالك بالغا
الله أكبر ما أجل وأكبرا
ماذا الذي المعصوم دونك حازه
إذ لم تزل مما يشين مطهرا
صلى عليك الله بعد محمد
ما سار ذكرك منجدا أو مغورا
والآل ما حيا الصبا زهر الربى
سحرا وعطر طيب ذكرك منبرا