هبوا أن سجني مانع لوصاله
المظهر
هبُوا أنّ سجني مانع لوصاله
هبُوا أنّ سجني مانع لوصاله
فما الخطبُ أيضاً في امتناع خيالهِ
نعم لم تنم عيني فيطرق طيفه
زوالُ منامي علّةُ لزوالهِ
فدى الصبّ من لم ينسهُ في بلائه
وينسى اسمهُ من كان في مثل حاله
ومن صار سجني قطعةً من صدوده
وطولُ التنائي قطعة من ملاله
ولم تر عيني حاسدين تباينا
عليه سوى قلبي وتربُ نعاله
وإني لأطويه حذاراً وإنما
يخاف اغتيال الجرح عند اندماله
ألا بأبي الغصنُ النضيرُ وإنما
كنيتُ به عن قدّه واعتداله
ولا بأبي بدر المحاق وإنما
يفدّى إذا حاكاه عند كماله
ولا حبذا نورُ الأقاحي عابساً
ويا حبّذاهُ ضاحكاً في ظلالهِ
فإن فاقهُ ثغرُ الحبيب فإنما
أقرّ بما أعيا وجود مثالهِ
وما حُسن هذا الشعر إلا لنفثةٍ
لهُ في فمي من قبل قطع وصاله
نطقت بسحرٍ بعدها غير أنهُ
من السّحر ما لم يختلف في حلاله
كذاك ابن سيرين بنفثة يوسف
تكلم في الرؤيا بمثل مقاله
ألا اصرف إلى صدغيه لحظكَ كلّهُ
ودع لحظهُ مستعملاً من نصاله
ترى فيهما نونين عطّل واحد
وآخر معجومٌ بنقطة خالهِ
وما الوقفُ إلا في الوزارة إنها
عقيلتهُ محفوفةٌ باعتقاله
أتستغربُ العلياءُ أحمد ناشئاً
وقد بان منه الفضلُ قبل فصاله
صغيراً تربّيه المعالي وفاضلاً
تسودَّ من إقباله في اقتباله
أراني وقد أعيا على الفكر أمره
على أن فكري غائض فياحتفاله
إذا ما حوى أعلى المراتب ناشئاً
فماذا الذي يبقي لحين اكتهاله
نعم إنّ غاياتِ الجواد إذا انتهى
إليها تبقى فضلةٌ في خلاله
رأوا فضله فاستحسنوه وأمسكوا
وقوفاً على أقدارهم بخصاله
فأبقوا لهُ في الفضل كثرة شكرهم
وأبقى لهم في الفخر قلةَ ماله
وعقلٌ كعذب الماء من يظم عقله
لعقل سواه فهو عذبٌ زلاله
إلى أدبٍ مثل الهواء أو الهوى
مع الروح يجري جائلاً في مجاله
وذهنٍ لو الكافور يمنع حرّه
لأزرى بفخر المسك عند اعتماله
وما كان ذا التشبيه إلا تحاملاً
عليه ولكن فضلهُ في احتماله
ويا سيدي عبدٌ دعاك معوّلاً
عليك ولم يخطر سواك بباله
وهل يستعين المرء من قعر هوّةٍ
لإخراجه إلا بأقوى حباله
وأنتم أناس فضلهم غامرُ الورى
فما بال مثلي داثراً في انخماله
أأبصرتموه شافعاً بسواكمُ
وأنتم بعيدُ وهو في ضيق حاله
وإذ صار سعد وابنهُ معقلاً لهُ
فما العذر من إطلاقه من عقاله