مجلة الرسالة/العدد 710/القصص
مجلة الرسالة/العدد 710/القصص
على الحصان
للقصصي الفرنسي جي دي مو باساق
بقلم الأستاذ كمال الحريري
كانوا في فقر وعوز، يزجون أيامهم تزجيه على راتب الزوج الضئيل. ولقد رزقوا ولدين من زواجهم، أما فقرهم فقد كان من نوع البؤس المخبوء الخجل. بؤس عائلة نبيلة، تريد أن تتمسك بتقاليدها وتأخذ مكانها بين أنداد الأشراف مهما كلفها الأمر. لقد نشأ هكتور (دي كربيلين) في الريف تحت كنفأبمدرس ولم تكن الأسرة في رغد من العيش وإن كانت تحافظ على مظاهرها النعمة. فحين بلغ (هكتور) العشرين من عمره، سعت له أسرته فأدخلته موظفا في وزارة البحرية. براتب 1500فرنك. فاصطدم الفتى بتلك الصخرة التي يصطدم بها كل من لم يعد في بكورة العمر لمعركة الحياة القاسية فهو يرى الوجود من خلال ضباب كثيف، ثم هو يجهل كل الجهل وسائل العيشة وأساليب المناضلة والمقاومة لأنه لم يتزود منذ حداثته بمؤهلات كفاحية لمجابهة مرارة الحياة وشظف العيش، إنما ألقى به إلى هذا الوجود، وليس في يده آله أو سلاح لمنازلة حوادثه.
لقد كانت سنوات (هكتور) الثلاث الأولى في دائرة عمله مدعاة للتوبيخ فلقد ألف من عائلته لفيفا من الأصدقاء قليلي المال مثله، كانوا يحيون أوساط النبلاء، أي في الشوارع الحزينة من ضاحية (سانت جرمان) فربط هكتور معهم حلقة تعارف وصداقة. باغترابهم عن الحياة العصرية كان هؤلاء الأرستقراطيون المعوزون، يقطنون في تواضع الطوابق المرتفعة من المنازل والمساكن الهادئة. ومن أعلى إلى أسفل هذه المنازل كانت ألقاب المستأجرين الضخمة تتردد على كل لسان، ولكن يظهر ان النقود، كانت هي البضاعة المفقودة عندهم من الطابق الأول حتى السادس.
أما أعذارهم لهذا السكن المتطرف، فهي خطورة مراكزهم وتقدم حقوق عائلتهم على بقية الناس، واهتمامهم بعدم التسفل أمام العامة. وقد كانوا في سمو المنزلة وعراقة الأصل. لقي هكتور (دي كريبلين) في هذا الوسط فتاة نبيلة فقيرة مثله، فعقد قرانه عليها، وفي خ أربعة أعوام كان لهما ولدان. مرت أربع سنين أخر، لم يعرف خلالها (هكتور) المسكين من ملاهي الشباب ومتع الحياة غير التنزه في حدائق الشانزليزه أيام الآحاد، أو حضور ملاعب التمثيل مرتين أو ثلاثا طيلة الشتاء وذلك بفضل تذاكر كان يجود بها عليه بعض زملائه وأصحابه. ولكن ها هو ذا الربيع يقبل فإذا مهمة يكلفه الرئيس بها، يتسلم بعد إنجازها من الرئيس منحة فوق العادة مقدارها ثلاثمائة فرنك. ولما حمل هكتور هذا المبلغ إلى امرأته قال: عزيزتي (هنريت) ينبغي أن نبهج أنفسنا بمسرة أو متعة تدخل على طفلينا السرور والبهجة وبعد جدال طويل قر الرأي على أن يصحب هكتور زوجه وابنيه إلى نزهة خلوية: وهتف هكتور: لعمري إن السير على الأقدام أمر مبتذل لا يليق؛ لهذا سوف نستأجر عربة نزهة لك وللطفلين وللوصيفة. أما أنا فسأحصل على جواد في بداءة ترويضه. فإن ركوبه يثير في نفسي نوعا من الفرح واللذة. . . وفي خلال أسبوع لم يكن حديث العائلة ليتناول أمرا غير النزهة المقبلة ومشروع امتطاء الحصان.
وعند المساء، حينأبهكتور من عمله، كان يتناول طفله البكر فيتخذ له من ركبتيه ممتطى كصهوة الجواد، ثم يقول له وهو يحركه ويقفزه.
هكذا سيعدوا ويركض بحصانه أبوك في الأحد المقبل وقت نزهتنا يا بني. فكان الطفل طوال النهار يهمز الكراسي ويشد عليها بساقيه، ثم يجرها حول الغرف قائلا:
- هو ذا في حالة الركوب. حتى لقد كانت الوصيفة ذاتها ترمق سيدها بعين الدهشة والإكبار حين تتخيله راكبا ظهر حصانه وسائرا بحذاء العربة. وفي أثناء وجبات الطعام كانت تصغي إليه وهو يتحدث عن فروسيته ومفاخره السابقة في ترويض الجياد. فهو ماهر في الركوب من الدرجة الأولى. ويكفي أن يكون الحصان العتيد الشموس بين ساقيه وتحته، إنه وقتذاك لن يخاف شماسه أو حرنه. ولقد كان يكرر لامرأته وهو يفرك كفيه ابتهاجا:
آه لو إنهم آجروني يوم الأحد المقبل حصانا شكسا غير مروض! إني سأكون إذن جد مبهج وستبصرين كيف امتطيه وأعلوه. وإذا أحببت يا عزيزتي، فلتكن عودتنا من نزهتنا عن طريق (الشانزليزه) حين إياب المتنزهين من الغابة. وبما أن منظري على ظهر الجواد لن يكون مخجلا فلا باس أن نلتقي بأحد موظفي البحرية، خصوصا وإن التباهي بين الرؤساء شئ مستحب يدعو إلى الاحترام.
وفي اليوم الموعود، وصلت العربة والجواد في وقت واحد إلى منزل هكتور، فنزل فجأة ليفحص الحصان، ثم خاط لبنطلونه سيورا لركوبه، وأصلح سوطا للضرب اشتراه البارحة، ورفع بالتعاقب قوائم الحصان وراح يجس عنقه وخاصرتيه وثنيات قوائمه ثم تحسس بإصبعه كليتيه وفتح فمه، ونقب عن أسنانه فاحصا عمره. وحيث أن العائلة كانت تستعد للنزول فقد خطر له أن ينطلق به حول المنزل، ويطبق في ركوب هذا الجواد الكريم، ما عنده من نظريات في فن الركوب. ولما أخذوا جميعا أمكنتهم من العربة، راح يتأكد من متانة سيور السرج، ثم قفز إلى ظهر الجواد فسقط على ظهره سقوطا أرقص الحصان فأخذ يثب تحت هذا الحمل، وقد قام في نفسه أن يربك راكبه. وتأثر هكتور من هذه الوثبات، فاجتهد أن يهدي من حدته فقال له: هيا. ولكن برفق يا صديقي، وعلى مهل. ولما ثابت للحصان سكينته هتف صائحا:
هل انتم مستعدون؟! فانطلقت الأصوات تقول نعم. وحينئذ قال آمرا هيا إلى الطريق. . . ثم ابتعدت القافلة الصغيرة شيئا فشيئا. ولكن الحصان أخذ يعلوا بصاحبه ويتهادى كأنما هو في حفل رقص، حتى لقد خيل لهكتور إنه موشك على السقوط عن ظهره. لهذا ثبت عينيه في الأرض وقد علت محياة صفرة الرعب. وكانت امرأته وهي تحمل أحد الطفلين إلى صدرها، والمربية وهي ترفع الثاني لا تفتران عن الهتاف في أذن الطفلين: ألا تنظران أباكما؟ وسكر الطفلان بنشوة النزهة وهزة الفرح واعتلال الهواء فكانا يصرخان ويزيطان زيطا أجفل الجواد المسكين فجرى يركض ويعدو. وبينما كان فرسه يجهد في كبح جماحه تدحرجت قبعته على الأرض. فتحتم على سائق المركبة أن ينزل من مقعده لالتقاطها ومناولتها لصاحبها وبحصول هكتور عليها بدا يوجه عن بعد امرأته:
- ألا تريدين إسكات الطفلين عن الصراخ والضجيج؟! إن صياحهما يغيظني. . . ونزلت القافلة فتناولت طعام الإفطار فوق العشب الخضل تحت ظل غابة من صندوق ملئ مؤنه وطعاما، وبالرغم من أن سائق العربة لم يقصر في الاعتناء بالجياد، كان هيكتور بين حين وآخر ينهض ليرى ما إذا كان جواده لا ينقصه حاجة. وحينئذ يأخذ في مداعبته في عنقه ثم يناوله بيده الخبز الأبيض وفطائر (الكاتو) اللذيذة وقطع السكر الفاخرة. وكان لا يفتأ يعلن أن جواه مسباق. . نعم إنه هزني وزلزلني من على صهوته أول الأمر، ولكنك أبصرت يا (هنريت) كيف استمسكت عليه، والآن وقد عرفني فلن يبدي أي حركة مطلقا. ورجعت العائلة من طريق (الشانليزه) كما كان مقررا. كانت الجادة حافلة بالعربات والمركبات وعلى جانبي الطريق ازدحمت الأرصفة بجموع المتنزهين، وكان سيلا دافقا من أشعة الشمس يسقط على هذه الخلائق، فيؤلق دهانات العربات ويلمع نعال الأفراس، ويضوي مقابض ومطارق الأبواب. وكأن جنون الحركة نشوة الحياة كانتا تحركان جماهير الناس وجماعات المتنزهين وأسراب الحيوانات. وما كاد حصان فكتور (قوس النصر) حتى مسته حماسة جديدة. وبالرغم من كل محاولات راكبه لضبطه ورد جماحه أخذ ينطلق في الطريق كالسهم المنقذف. كانت العربة وراءه بعيدة عنه. فلما واجه هكتور قصر (باله لاندوستري) شاهد الجواد الطريق أمامه منفسحا كميدان السباق فانطلق يعدوا كالريح، وكانت امرأة عجوز في ثياب الخدمة تقطع الرصيف بخطوات بطيئة، فرأت نفسها بغتة في طريق حصان هكتور، وكان الجواد قد تنكب الجادة وتوسط الرصيف. ورأى هكتور نفسه عاجزا عن كبح حرن الجواد، فبدا يصرخ بملء صوته، هه. . . هولا. وراءك ولكن ربما كانت العجوز صماء، لأنها واصلت سيرها هادئة حتى اللحظة الأخيرة التي التطمت فيها بصدر الجواد، الذي كان مقذوفا كمحرك القطار. فتدحرجت العجوز عشر خطوات بعد أن أكبت ثلاث مرات على رأسها وبعد أن طار عنها صدار الخدمة وتعالت أصوات من الشارع: اقبضوا عليه، أمسكوه! فضاع رشد هكتور، وتمسك بظهر الجواد، ثم انطلق يقول: النجدة، الغوث. ولكن صدمة عنيفة ألقت به من سرج حصانه، فانقذف كعيار ناري من فوق رقبة الجواد. وإذا به يقع بين يدي ضابط من ضباط الجيش هجم عليه كي يمسكه، وفي لحظة، تحلق حوله رهط من الناقمين، ولكن سيدا متقدما في السن يزدان صدره بكثير من الأوسمة المستديرة، ويعلو فمه شارب ابيض ضخم اغتاظ منه أكثر من الحاضرين فقال:
تبا لك! حين يكون المرء أخرق مثلك يقتضي أن يلزم منزله فلا يخرج ليقتل الناس على قارعة الطريق بعدم استطاعته قيادة جواده. وفي هذه اللحظة ظهر أربعة رجال يحملون المرأة العجوز، وكانت كأنها الميتة بوجهها الأصفر الكالح وقبعتها الملوثة بغبار الطريق قال الرجل المسن:
احملوا هذه المرأة إلى صيدلية إسعاف. وهيا بنا إلى ضابط الشرطة. ومشى هكتور في الطريق بين حارسين من الشرطة وثالث كان يقود حصانه بينما أسراب من الناس تتبعه. وفجأة ظهرت عربة زوجه فانقذفت منها في حين كانت الوصيفة كأنها فقددت صوابها والأطفال كانوا يجهشون بالعويل والصراخ. فشرح لهم هكتور الموقف، وقال: إنه دهس امرأة والأمر لا يهم مطلقا. فمضت العائلة وقد جن جنونها من الرعب والقلق، وعند ضابط الشرطة كانت إفادة هكتور قصيرة. قال (للقوموسير) اسمه (هكتور دي كريبيه لين) موظف في وزارة البحرية. ثم تهيا القومسير لسماع تفاصيل الجريمة. وجاء شرطي نيط به الاستعلام عن حال العجوز يقول: إنها صحت من غشيتها وثابت لرشدها بيد إنها تشكوا آلاما مبرحة في جوفها. وهي امرأة في الخامسة والستين من سنها يدعونها مدام (سيمون) ولما تأكد هكتور. من عدم وفاة الضحية عاد إليه عازب الأمل. فتكفل أن يقوم بنفقات المريضة حتى يوم شفائها. ثم هرول عجلا إلى صيدلية الإسعاف، فابصر جمعا من الناس مرابطا حول الباب وكانت العجوز مستريحة إلى أريكة تشكو وتتوجع ويداها جامدتان ووجهها يعلو شحوب الموت. كان هناك طبيبان يفحصانهاأيضاً ولم يكن في جسمها عضو مكسور، ولكن يخاف من جرح داخلي. كلمها هكتور. هل تتألمين كثيرا؟ - أوه نعم وأين موضع ألمك؟
- إني لأشعر بمثل النار تتقد في معدتي، واقترب طبيب فقال:
- وإذن يا سيدي فأنت بطل الحادث؟!
- نعم يا سيدي.
- ينبغي لك إرسال هذه المرأة إلى مصحة من مصحات المرضى، وإني سأدلك على واحدة تتقبلها بستة فرنكات في اليوم. أتود أن أتولى هذه الخدمة؟ فاستطير قلب هكتور وشكر الطبيب، ثم انقلب إلى بيته مستريحا ناعم البال، وكانت زوجته تنتظره بين الآهات والعبرات، فهداها قائلا:
لا باس علينا من هذه المرأة الجريح إن صحتها في تحسن وبعد ثلاثة أيام لن يبقى في جسمها موضع شكوى أو ألم. لقد بعثت بها إلى مصحة فلا تقلقي من أجلها. وفي الغد، فور خروجه من دائرة عمله انطلق يستعلم أخبار مدام سيمون فألفاها تتهيأ لاحتساء مرق من الحساء، كثيرة الدهن. وهي جدا راضية قريرة العين. فقال لها: آه! أتراك بصحبة جيدة؟ فأجابت:
- أوه يا سيدي المسكين، إن حالي هي حالي لم تتغير، وإني لأشعر بأني صائرة إلى العدم ما دامت صحتي تتدهور. أما الطبيب فقد أعلن إنه من الواجب الانتظار فقد يعرض للمريضة حال من اشتباك العلة لا يعلمها الطبيب. وانتظر الفتى ثلاثة أيام ثم عاد بعدها، فإذا المرأة العجوز بصفرة وجهها المضيئة وعينها الزائغة تأخذ في ترداد ألمها حين مشاهدته.
- إني لا أستطيع حتى التحرك يا سيدي المسكين، لا أقدر على ذلك حتى نهايتي الأخيرة. فعرت عظام هكتور رعشة، ومضى يستفهم الطبيب ورفع الطبيب يديه قائلاً:
- ماذا تريد منى يا سيدي؟ أنا نفسي لا أعلم عن حالها شيئاً. إنها تصرخ وتعوي حين يراد إجلاسها وإنهاضها، حتى إنه لا يمكننا تحريك مقعدها دون أن نعرض آذاننا لصرخاتها الداويات المزعجات، وإذن فإنا على تصديق ما تدعيه. لأني لست بداخلها ولا جوفها. وما دمت عاجزاً عن أن أجعلها تمشي وتسعى فليس من حقي أن أفترض أي وهم من ناحية مرضها. وكانت العجوز تسمع كلامه هادئة لا تتحرك، وفي عينيها الخبث والمكر.
ومرت ثمانية أيام، فخمسة عشر. . . فشهر، ولم تبارح مدام سيمون مقعدها المريح، لقد كانت تأكل من الصباح إلى المساء، وكانت تكتظ شحما ولحما. ثم إنها كانت تتحدث بسرور إلى بقية المرضى في المصحة، وكأنها بتعودها على عدم الحركة والنهوض كانت تكتسب فرصة للاستجمام من عناء خمسة وستين عاما للخدمة، قضتها في صعود ونزول الادراج، وتهيئة الأفرشة والأسرة، وفي حمل قطع الفحم من طابق إلى طابق، وفي كنس الغرف وتنظيف الثياب.
وضاع رشاد هكتور، فكان يعودها كل يوم، وفي كل يوم كان يراها هادئة تعلن إليه:
- أواه أنى لا أستطيع الانتقال أو الحركة يا سيدي المسكين! لا أستطيع، لا أستطيع. وعند كل مساء كانت مدام دي كريبه لين تسال زوجها وهي فريسة القلق. ومدام سيمون؟ فيجيبها في خمود يائس:
- لا جديد عنها. فهي لم تتغير أبدا. وسرحت العائلة الوصيفة من الخدمةلأنراتبها أصبح عبئا باهظا عليها. ثم أخذت عائلة هكتور تمضي في الاقتصاد لأنالمنحة التي أخذها الزوج من رأيسه نفذت تماما وفي ذات يوم جمع هكتور أربعة أطباء التفوا حول سرير المريضة فتركتهم العليلة يجسونها ويفحصونها ولكن عينيها ألما كرتين ما كانتا لتحولان عنهم قال واحد منهم.
- يجب إجبارها على المشي فصرخت قائلة:
- لا أستطيع يا سادتي الكرماء لاأستطيع ولكنه قبضوا عليها وأجلسوها عنوة، ثم جروا بها عدة خطوات ولكنها تملصت من أذرعهم وتدحرجت على البلاط وهي تصرخ صرخات كانت من الشدة والإزعاج بحيث اضطروا إلى إعادتها ثانية لمقعدها في احتراس شديد وتشاور الأطباء فيما بينها فاستقر رأيهم على استحالة محاولتهم تحريكها. . .
ولما حمل هكتور هذا النبأ إلى زوجتهم تركت جسمها ينحط على مقعد تجمجم، وإذا فمن الخير أن نجلبها إلى منزلنا فإن ذلك يقلل من نفقتها، شيئا. وقفز هكتور.
- هنا عندنا في دارنا؟ أتفكرين في هذا؟! ولكنها أجابت وقد وطنت نفسها على المكروه، وفاضت من عينها الدموع:
- وماذا تريد أن نفعل غير هذا يا صديقي؟ إن الغلطة لم تكن غلطتي.
(حلب)
كمال الحريري