ما أظلم الوجود
المظهر
ما أظلم الوجود
ما أظلم الوجود
ما أظلم الوجود يا عبود
لولا شعاع للمنى يرود
أرجاء عمر مجّه الوجود
ومعدن جوهره العنقود
لو ذاق منه الأغتم البليد
وكان لا يبدي ولا يعيد
لآض وهو البلبل الغرّيد
كم مهمة ضاقت به الجنود
ذرعا، فغير الذّعر لا تجيد
لم يثنني عن سيره تنديد
وبيده تضلّ فيه البيد
على أغرّ، عوده صليد
إرقاله سيان والوخيد
عشمشم وما له محيد
عن سبل يسلكها الرشيد
حتى إذا بلغت ما أريد
وعدت لا تعثر بي الجدود
لمشمخر ركنه وطيد
عزّ به اللآباء والجدود
وذلّ فيه الابن والحفيد
بسعي أسيادك يا عبّود
عاد فؤادي شوقه العتيد
وخفّقت في أضلعي بنود
هوى قديم رثّه جديد
تبيد أيامي وما يبيد
هيهات لو ما قد مضى يعود
ما حويت بحرّها الكبود
فحسبك التذكار والترديد
الله ما أظلمه الوجود