مؤمنا بالغيب غير غافل
المظهر
(حولت الصفحة من مؤمناً بالغيب غير غافل)
مؤمناً بالغيب غير غافل
مؤمناً بالغيب غير غافل
كارهاً كالسيل قيد الساحل
أعل عن ذا الطين غصناً ناضراً
وصل الغائب واغز الحاضرا
ذلك الحاضر تفسير الغيوب
وهو مفتاح لتسخير الغيوب
ما سوى الله لتسخير العمل
صدره للرمى فاقذف لا تبل
ما سوى الله تراه يخلق
لترى سهمك فيه يمرق
عقدة تلقاك بعد العقدة
ليرى في الحل لطف الحيلة
فسرن يا كم روضاً نفسكا
سخرن باطل ذي الشمس لكا
من يسخر عالم الحس سما
ومن الذرة يخرج عالما
كل مافي الكون من بحر وبر
لوح تعليم لأرباب النظر
أيها النائم طالت غفلته
عالم الحس جفته همته
وفتح بصراً قد سُكِّرا
لا تحقر عالماً قد حُقرا
إنه توسيع ذات المسلم
وامتحان لصفات المسلم
هو يبلوك بسيف الزمن
لترى أن دما في البدن
اضرب الصدر بقهر القوة
اختبر عظمك في ذي الصدمة
جعل الحق الدنى للخيرين
وجلاها لعيون المؤمنين
هذه الدنيا طريق الظعن
هذه الدنيا محك المؤمن
فأسرنها قبل أن تأسركا
لا تضع في جوفها جوهركا
أدهم الفكر الذي يطوى الفضاء
والذي يجتاز آفاق السماء
ساقه في الكون حاجات الحياه
فهو في الأرض وفي النجم خطاه
يبتغى في الكون تسخير القوى
لترى فيه بأعلى مستوى
نائب الحق بحق آدم
حكمه في الأرض ماض حاكم
لك من ضيقك منها سعة
ولأعمالك فيها فسحة
صهوة الريح اعلونها آمرا
ألجمن هذا الجواد النافرا
شق قلب الطود عن جوهره
شق موج البحر عن در به
ألف كون في فضاء تكفت
رب شمس قد حوتها ذرة
بشعاع أظهرن ما احتجبا
واكشفن عن كل سر حجبا
من شعاع الشمس نارا فاقبس
ومن السيل بروقا فاخلس
ثابت الأنجم أو سياره
التي قد عبدت أنوارها
كلها يا صاح عبدان لكا
وإماء سخرت من أجلكا
سيرن فكرك فيها عسسا
سخرن آفاقها والأنفسا
افتح العين وأنعم نظرا
أبصرن في الراح معنى مضمرا
كم ضعيف في قوي أمرا
حين في الكون أجال البصرا
أيها المقصود من أمر انظروا
كيف في آفاقها لا تنظر
قطرة من نفسها ذات خبر
خمرة في الكرم طل في الزهر
وهي في البحر تراها جوهرا
جوهرا كالنجم في الليل سرى
كالصبا لا تهف حول الصور
اطلبن في الروض معنى الزهر
دون مضراب لحون سيرا
ومن الأحرف طيرا طيرا
أيها الظالع في حزن الحياه
أيها الغافل عن طعن الحياه
بلغ السعي الرفاق المنزلا
أنزلوا ليلى وحطوا المحملا
وبقيت اليوم قيسا مبلسا
في الصحارى عاجزاً مستيثا