انتقل إلى المحتوى

لو كان يعلم أنها الأحداق

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لو كان يعلم أنها الأحداق

​لو كان يعلم أنها الأحداق​ المؤلف الهبل


لو كان يعلم أنها الأحداق
يوم النقا ما خاطر المشتاق
جهل الهوى حتى غدا في أسره
والحب ما لأسيره إطلاق
يا صاحبي وما الرفيق بصاحب
إن لم يكن من دأبه الإشفاق
هذا النقا حيث النفوس تباح
والألباب تسلب والدماء تراق
حيث الظباء لهن سوق في الهوى
فيها لألباب الرجال نفاق
فخذا يمينا عن مضاربه فمن
دون المضارب تضرب العناق
وحذار من تلك الظباء فمالها
في الحب لا عهد ولا ميثاق
وبمهجتي من شاركتني لومي
وجدا عليه فكلنا عشاق
كالبدر إلا أنه في تمه
لا يختشي أن يعتريه محاق
كالغصن لكن حسنه في ذاته
والغصن زانت قده الأوراق
مهما شكوت له الجفاء يقول لي
ما الحب إلا جفوة وفراق
أو أشتكي سهري عليه يقل متى
نامت لمن حمل الهوى آماق
أو قلت قد أشرقتني بمدامعي
قال الأهلة شأنها الإشراق
ما كنت أدري قبله أن الهوى
مهج تصدع أو دم مهراق
كنت الخلي فعرضتني للهوى
يوم النقا الوجنات والأحداق
ومن التدله في الغرام وهكذا
سكر الصبابة ماله إفراق
إني أعبر بالنقا عن غيره
وأقول شام والمراد عراق
ما للنقا قصدي ولا بمحجر
وجدي ولا أنا للحمى مشتاق
برح الخفا نعمان أقصى مطلبي لو ساعدتني صحبة ورفاق يا برق نعمان أفق حتى متى
وإلى متى الأرعاد والإبراق
قل لي عن الأحباب هل عهدي على
عهدي وهل ميثاقي الميثاق
يا ليت شعري إن ليت وأختها
لسمير من لعبت به الأشواق
أيعود لي بعد الصدود تواصل
ويعاد لي بعد البعاد عناق
إني أقول لعصبة زيدية
وخدت بهم نحو العراق نياق
بأبي وبي وبطارفي وبتالدي
من يمموه ومن إليه ساقوا
هل منة في حمل جسم حل في
أرض الغري فؤاده الخفاق
أسمعتهم ذكر الغري وقد سرت
بعقولهم خمر السرى فأفاقوا
حبا لمن يسقي الأنام غدا ومن
تشفى بترب نعاله الأحداق
لمن استقامت ملة الباري به
وعلت وقامت للعلى أسواق
ولمن إليه حديث كل فضيلة
من بعد خير المرسلين يساق
لمحطم الردن الرماح وقد غدا
للنقع من فوق الرماح رواق
لفتى تحيته لعظم جلاله
من زائريه الصمت والإطراق
صهر النبي وصنوه يا حبذا
صنوان قد وشجتهما الأعراق
وأبو الأولى فاقوا وراقوا والألى
بمديحهم تتزين الأوراق
انظر إلى غايات كل سيادة
أسواه كان جوادها السباق
وامدحه لا متحرجا في مدحه
إذ لا مبالغة ولا إغراق
ولاه أحمد في الغدير ولا ية
أضحت مطوقة بها الأعناق
حتى إذا أجرى إليها طرفه
حادوه عن سنن الطريق وعاقوا
ما كان أسرع ما تناسوا عهده
ظلما وحلت تلكم الأطواق
شهدوا بها يوم الغدير لحيدر
إذ عم من أنوارها الإشراق