٣٣ وقصارى القول ، كان اليهود يعيشون والعرب في حارات غزة جنباً إلى جنب ، إلى أن وضع ثيودور هرتسل الفكرة الصهيونية وأسس الجمعية الصهيونية ١٨٩٧ وأصدر اللورد بلفور وزير الخارجية البريطانية وعده المشهور فقال في كتاب أرسله إلى اللورد روتشيلد بتاريخ ٢ تشرين الثاني ۱۹۱۷ ما يأتي : « عزيزي اللورد رو تشلد يسرني جداً أن ابلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك بأن حكومة جلالته تنظر بعين الرضى إلى انشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وتبذل الجهود في سبيل ذلك . على أن لا يجري شيء يضر بالحقوق الدينية والمدنية لغير اليهود في فلسطين أو يضر بما لليهود من الحقوق والمقام السياسي في غيرها من البلدان . » عندئذ أخذ العرب ينظرون اليهم نظرة بعض وازدراء . وراحوا يفكرون في التخلص منهم ، ومن وعد بلفور. وقامت في البلاد الفلسطينية ثورات عديدة ضد اليهود ، وضد الانتداب . واشتركت في جميع هذه الثورات بقدر ما غزة سمحت به ظروفها الخاصة . ولقد تخرج موقف اليهود في غزة يسبب ثورة عام ۱۹۲۹ فغادروها ، وعلى قول أن الحكومة أرغمتهم على مغادرتها. وكان فيها يومئذ ستون عائلة يهودية، فغادروها فعلا وبحراسة الجند. ولم يرجع اليها منهم أحد بعد ذلك التاريخ .
صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/45
المظهر