ولا سيما الفلسطينيون فقد قاوموهم أشد مقاومة عرفها التاريخ، وكانت غزهمن امهات المدن الفلسطينية التي وقفت سداً منيعاً في وجوههم، وأبت الخضوع لحكمهم. فسكان عداء ، وكان خصام ، وكانت الحرب سجالا بين الفريقين : تارة تغلب غزة وطوراً تغلب على أمرها. وكذلك كان الحال مع اشقلون واشد و دو عقرون من المدن الفلسطينية . وكثيراً ما كان الغزيون يحتالون على بني اسرائيل، ويعتدون على أولادهم فيسبونهم ويبيعونهم لعرب الجنوب سكان آدوم . وكان هؤلاء يحملونهم إلى اسواق مصر . ولا عجب إذا غضب بنو اسرائيل على غزة . إذ كانوا يعدونها شوكة في جسم مملكتهم . ولذلك حمل عليها انبياء بني اسرائيل حملة شعواء ، وراحوا يصبون عليها جام غضبهم ويتمنون لها الخراب والدمار. وإذا كنت في شك من قولي هذا فاليك أسفار العهد القديم ، إن فيها من الأمثلة ما يغني عن البيان :
آ جاء في الاصحاح الأول من سفر عاموس ٦ - ٧ ما يأتي : « هكذا قال الرب. من أجل ذنوب غزة الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه . لانهم سبوا سبياً كاملا لكي يسلموه إلى آدوم . فارسل ناراً على سور غزة ، فتأكل قصورها؛وأقطع الساكن في اشدود ؛ وماسك القضيب من اشقلون ؛ وارد يدي على عقرون ، فتهلك بقية الفلسطينيين . »
ب وفي الإصحاح الثاني من سفر صفنيا ١-٦ : (( اجتمعي أيتها الامة غير المستحية قبل ولادة القضاء ... قبل أن يأتي عليكم يوم غضب الرب . لأن غزة تكون متروكة ، واشقلون للخراب ، واشدود عند الظهيرة يطردونها،وعقرون تستأصل . ويل لكان ساحل البحر امة الكريتيين . كلمة الرب عليكم . ياكنعان أرض الفلسطينيين إني اخربك بلا ساكن....))
ج وفي الإصحاح التاسع من سفر زكريا ٣-٦ : (( وقد بنت صور حصنًا لنفسها ، وكونت الفضة كالتراب ، والذهب كطين الأسواق . هوذا السيد يمتلكها ويضرب في البحر قوتها . وهي تؤكل بالنار . ترى اشقلون فتخاف،وغزة فتتوجع جداً ، وعقرون . لأنه يخزيها انتظارها . والملك يبيد من غزة، واشقلون لا تسكن ، ويسكن في اشدود زميم ، واقطع كبرياء الفلسطينين.))
۸ - وقد ظل النضال مستمراً بين بني اسرائيل والفلسطينيين ، من زمن شمشون