آدوم ، وموآب ؛ ومن هناك دخلوا أرض الميعاد .
وعندما دخلوها رأوا فيها مقاومة شديدة من العمالفة ، والفلسطينيين والكنعانيين ، والعناقيين ، والمديانيين ، وغيرهم من سكان البلاد . وقد زاد في بلوائهم تفرق كلمتهم وتشتت أسباطهم .
٢-ولقد تولى قيادتهم ، بعد موسى ، القائد يهوشع بن نون . وكان هذا أحد الرواد الذين أرسلهم موسى لارتياد البلاد قبل دخولها . فأتاه بأخبارها ، وقال له إن فيها قوماً جبارين . وبعد وفاته تولى قيادة بني قومه؛ فنجح ، وتمكن من إخضاع عدد من المدن الكنعانية ( ۱۱۸۹ ق . م ) . إن غزة وإن كانت قد اعتبرت في عهد يهوشع بن نون هذا ، من أملاك سبط يهوذا ، إلا أن اليهود لم يتمكنوا يومئذ من اخضاعها وإذلالها ، فظلت بعيدة عن نفوذهم .
٣- وبعد يهوشع جاء حكم القضاة وعددهم ١٤ . وكان تاريخهم عبارة عن مشاغبات وانقسامات . وظلوا كذلك حتى صار (شاؤول) ملكاً عليهم (۱۰۹٥ ق.م) كان هذا يدعى طالوت . وقد حارب الفلسطينيين وانتحر في إحدى معاركه معهم .
٤- ولما اعتلى داود عرش الملك ( ١٠٥٥ ق . م ) على أثر موت اشبال بن شاؤول؛ حارب الفلسطينيين وانتصر عليهم واستولى على (غات ) ، وسار في فتوحاته نحو الشمال . انه من الأنبياء المرسلين . وهو أنبغ رجل قاد اليهود بعد موسى . كان بطلا ، وكان شاعراً ، وكان موسيقياً ملحناً، هذا بالإضافة إلى أنه كان ملكاً.
٥ - وأما ( غزة ) فانها لم تدخل في حكم بني اسرائيل إلا في أيام سليمان (1)الذي اعتلى منصة الحكم بعد أبيه داود (٩٦٠ - ٩٣٠ ق . م ) . فقد كان له جيش جرار (۲) ، ودانت له هذه البلاد من الفرات حتى التخوم المصرية. وعلى قول
———
(۱) يعتقد الفزيون أن سليمان هذا ولد بغزة. ولم يرد في الكتب والاسفار ما يؤيد ذلك.
(۲) اقرأ الآية ۱۷-۱۸ من سورة النمل : ( وحشر السليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون . حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا ما كنكم لا يخطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون » وقد جاء في معجم البلدان أن وادي النمل هذا واقع بين بيت جبرين وعقلان. وقيل انه بظاهر عسقلان.