دوماً خصام . وهذا ما حدا بهم للاحتفاظ بقوة عسكرية هائلة لئلا يبطش بهم بنو اسرائيل . وما كان هؤلاء ليستطيعوا أن يسيطروا على المدن الفلسطينية إلا في عهد داود وسلمان ؛ وبالأحرى عندما فقد الفلسطينيون الشيء الكثير من سجاياهمالحربية بسبب غزو القبائل التي كانت تغزوهم من الأنحاء الشمالية لجزيرة العرب.
۸- إنك إذا رجعت إلى أسفار العهد القديم وجدت أمثلة كثيرة تدلك على ماكان بين بني اسرائيل وبين الفلسطينيين من كره وخصام ؛ ولاحظت أن كره بني أسرائيل كان موجهاً بشكل خاص إلى مدينة غزة. وإذا كنت في ريب من قولي هذا فاليك البرهان :
آ-جاء في سفر صموئيل الأول ( ٦ : ١٧ ) ما يأتي:- وهذه هي بواسيرالذهب التي ردها الفلسطينيون قربان إثم الرب : واحد لاشدود ، وواحد لغزة ، وواحد لاشقلون ، وواحد لجات ، وواحد لعقرون))
ب - وفي الاصحاح ( ۱۸ : ۸) من سفر الملوك الثاني: «كان حزقيا بن آحاز ملك يهوذا ... وعمل المستقيم في عين الرب ... ولم يكن مثله في جميع ملوك يهوذا ... وكان الرب معه ... وضرب الفلسطينيين إلى غزة وتخومها ...»
ج - وفي الاصحاح ( ٢٥ : ٢٧ ) من سفر آرمیا : « هكذا قال لي الرب إله اسرائيل : خذ كأس خمر هذا الخط من يدي ، واسق جميع الشعوب الذين أرسلك أنا إليهم إياها . فيشربوا ويترنحوا ويتجننوا …… الكأس من يد الرب ، وسقيت كل الشعوب الذين أرسلني الرب إليهم :أورشليم ومدن يهوذا وملوكها ورؤسائها ... وفرعون ملك مصر وعبيده ورؤساءه وكل شعبه ... وكل ملوك أرض فلسطين واشقلون وغزة وعقرون وبقية اشدود ....... وكل ملوك العرب ...... وكل ممالك الأرض التي على وجه الأرض ....... وتقول لهم هكذا قال رب الجنود إله اسرائيل اشربوا واسكروا وتقيأوا واسقطوا ولا تقوموا .......))
د- وفي الاصحاح ( ٤٧ : ١-٥ ) من سفر أرميا أيضاً : « كلمة الرب التي صارت إلى أرميا عن الفلسطينيين قبل ضرب فرعون غزة . هكذا قال الرب . ها مياه تصعد من الشمال وتكون سيلا جارفاً فتفشى الارض وتملأ المدينة والساكنين فيها . فيصرخ الناس ويولول كل سكان الارض ....