-٢١٦-
۱۲ - بدأ ابراهيم باشا بالانسحاب من دمشق وكان معه ٦٢٤٩٩ جندياً . وقد لاقى هؤلاء في طريقهم من الجوع ومن كره السكان ما لا يحتاج لوصف . ولكنهم تحاشوا الاصطدام مع القوى المنتظمة أو الدخول في حرب ، فكان لهم ذلك إلا على مقربة من غزة ، فقد التقى فرسان الفريقين واقتتلا ، فانكسر المصريون ولكنهم تمكنوا من الوصول إلى غزة ، وكانت هذه لا تزال في ايديهم .
۱۳ - استقبل الغزيون ابراهيم باشا وجنده برودة تامة : فلم يقدموا لهم أية مساعدة ولم يظهروا نحوهم أي عطف ، وكان عدد هؤلاء الجنود قد انخفض إلى عشرين ألف . وكان أكثر سكان المدينة قد رحلوا عنها قبل وصول المصريين إليها. حتى قيل أن عدد سكان غزة يومئذ لم يتعد الألفين .
١٤ - وقامت في غزة صعوبات جمة في أوجه المصريين ، فلم يتمكن إلا فئة قليلة منهم من الابحار إلى مصر. واضطر الشطر الأكبر منهم إلى الرجوع براً : بعضهم مشاة والبعض الآخر فرساناً . وبقي منهم في غزة عدد غير قليل . وكانت غزة آخر مدينة غادرها ابراهيم باشا ، كما كانت أول مدينة احتلها من المدن الفلسطينية. وقد رجعت بعدئذ إلى حضن الأتراك .
وهكذا يكون احتلال الجيش المصري لغزة في عهد محمد علي باشا قد دام ثلاثة اعوام إلا قليلا .