-٢١٣-
واحتلت الشطر الاكبر من بر الاناضول حتى وصلت إلى كوتاهيا . ثم أمت الآستانة وكادت تصل اليها لو لا تدخل الدول الاجنبية .
٥- وقد تم الصلح بين الدولتين العثمانية والمصرية في ٢٥ من نيسان سننة ۱۸۳۱ م على أن يكون من أطنة إلى غزة تابعاً ولاية مصر .
٦ - ولم يمض على ذلك بضعة شهور حتى قامت ثورة في فلسطين ضد إبراهيم. باشا . فما هي الاسباب يا ترى ؟
قال الكاتب المصري محمد صبري في كتابه الذي ألفه عن محمد علي باشا عام ۱۹۳۰ م «أن أهل سوريا وفلسطين كانوا ينظرون إلى إبراهيم باشا نظرة تقدير واعجاب ، إذ أنه ما هبط بلادهم إلا لينجيهم من الظلم .»
وأما الاستاذ أسد رستم (١) فانه يقول «ان هناك دلائل كثيرة في المحفوظات الملكية المصرية تدل على عكس ذلك ؛ فانهم كانوا ينظرون إليه في سوريا وفلسطين نظرة بغض وازدراء؛ حتى ان إبراهيم باشا نفسه قال في إحدى رسائله إلى ابيه محمد علي باشا ( بتاريخ ٩ من ربيع الثاني سنة ١٢٤٨هـ )، أن أهالي سوريا وفلسطين قبلوا حكمه مسكرهين ، ولم يكتسب عطفه وثقته أحد منهم سوى المسيحيين وبعض الدروز في جبل لبنان . »
أضف إلى ذلك ان محمد علي باشا أمر يجمع السلاح من الناس ، وفرض التجنيد الاجباري في البلاد. ولم تجد نصائح ابنه ابراهيم في هذا الصدد نفعاً (٢) .
وعلى قول ان الباب العالي (۳) كان يشجع الثورة ، إذ أنه كان نائماً على محمد علي باشا ، وكان يعتبر عمله هذا تمرداً وخروجاً على القانون والنظام . فوجدت تحريضاته مرتعاً خصباً لدى وجوه البلاد واعيانها ، ولا سيما أولئك الذين كانوا يتمتعون بنفوذ واسع قبل احتلال إبراهيم باشا لبلادهم ، فشعروا بتضاءل نفوذهم بعد ذلك الاحتلال:
(١) The Royal Archives * by Assad Rustum
(۲) يقال ان ابراهيم باشا كان يرى غير رأى ابيه فى التجنيد الاجباري، وكثيراً ما نصحه بألا يقدم على هذا العمل ، ولكن دون جدوى .
(۳) مقر الصدارة العظمى في الآستانة ، وهو مركز الحكومة كانها في البلاد التركية.