-٢٠٩- ولم تكن في غزة يومئذ اية قوة حاكمة . حتى ان الضرائب جيبت باسم نابليون من لدن شخص اعتيادي .
٦ - وفي عهد نابليون قضي على البقية الباقية من سور غزة ، وخرب جامع ( البيمارستان ) و ( جامع الجاولي ) و ( مدرسة قايتباي ) و ( المدرسة الكمالية ) و ( جامع القلعة ) (۱) و (زاوية الشيخ محمد أبي العزم ) .
۷ - وقد غادر نابليون غزة في ۲۸ شباط سنة ١٧٩٩ لافتتاح فلسطين ، فاحتل الرملة ، ثم يافا . وقد كان بيافا قوة كبيرة من عسكر الجزار والمماليك تقدر بنحو اثني عشر ألف . ولكنه سلط عليها مدافعه الكبيرة فاحتلها ، واستباح حماها . ويقول مشاقه أنه « قبل أن يغادر يافا إلى عكا أمر بقتل الاسرى الذين وقعوا في قبضته ثلاثاً : في العريش وفي غزة وفي يافا ؛ وكان عددهم يربو على ثلاثة آلاف حنق عليهم ، وزعم أنهم لا يراعون ذمة ، ولا يحترمون الشرف العسكري . فأمر جنوده باطلاق النار عليهم ، ولم يواروهم التراب ، وبقيت اجسامهم طعاماً للطيور، وظلت رفاتهم مكشوفة مدة » .
٨- ثم سار نابليون إلى حيفا، فاحتلها . وفي ۱۹ مارس ۱۷۹۹ وصل عكا ، خاصرها . وكان الجزار قد تحصن فيها . وقد دام الحصار حولها ستين يوماً إلا أن نابليون لم ينل منها شيئاً ، فارتد على اعقابه خاسراً. وما كان نابليون ليولي الادبار لو لا أن ظهر الطاعون بين جنده ، فمات منهم خلق كثير . وهلك بعض قواد الفرنسيين على اسوار عكا مع جملة صالحة من جندهم . كما انه طرأ على مركزه في فرنسا امر اضطره للرجوع إلى بلاده. وكانت انكلترا هيجت ملوك الفرنج على فرنسا . فاضطر الفرنسيون أن يرجعوا عن عكا ، بعد أن فقدوا على اسوارها ٣٥٠٠ جندي . ومات في الطاعون ، وعلى الطريق ، ما ينوف على الألف .
٩- ولم يذكر التاريخ انسحاباً مقروناً بالفشل والخسائر والمشاق مثل انسحاب نابليون من عكا ( ۱۷۹۹ م ) ، وانسحابه بعد ثلاثة عشر عاماً من موسكو (۱۸۱۲م). فقد نابه وجنده في انسحابهم من عكا العطش، والقيظ ، وشمس الصحراء المحرقة؛ وفي
(1) محل دائرة الاوقاف اليوم .