( التمتع ) التي جبيت منهم ستين ألف قرش تركي أي ما يعادل ستمائة ليرة تركية . وأما ضريبة ( العمال المكلفين )(۱) فقد كان الأتراك يفرضونها على كل شخص يتراوح بين العشرين والستين من العمر . وكان على المكلف أن يدفع ستة عشر قرشاً في السنة أو يشتغل في تعبيد الطرق ثلاثة أيام على أن لا تقل مدة العمل في اليوم الواحد عن ثماني ساعات .
ومن الغرائب أن لا نرى في غزة طريقاً عبدت في العهد التركي سوى طريق البحر تلك الطريق التي عبدها ( ۱۳۳۲ رومي ) إبراهيم لطفي باشا وكان ذلك في زمن السلطان عبد الحميد الثاني مع أن الضرائب التي كانت تجبى من الغزيين كانت تبلغ في بعض الأحيان مبلغاً لا يستهان به ، ولما كان عدد سكان مدينة غزة في أواخر العهد التركي قد بلغ ستة وعشرين الفاً ، وكان عدد المكلفين يدفع هذه الضريبة لا يقل عن ثمانية آلاف نسمة فإني اقدرها بما لا يقل عن ألف ومائتي ليرة .
وأما ( ضريبة المعارف ) فقد كانت تجبى بنسبة ٥ بالمائة من قيم السقفات ، وكانت تضاف إلى ضريبة الويركو وتجبى معها ، وكانت الحكومة تسلمها إلى النافعة ( مصلحة الأشغال العامة ) لتنفقها في سبيل المدارس .
يبدو مما تقدم أن جموع الضرائب التي كانت تجبى من مدينة غزة في أواخر العهد التركي كانت تتراوح بين الاثني عشر والخمسة عشر الفاً تركية في السنة وأن حصة الخزينة من هذا المبلغ كانت ٢٣ بالة والباقي ٨ بالة ينفق في سبيل الجباية باسم ( عائدات تحصيل الأموال ) . وكانت هذه العائدات توزع كا يلي :
٢٥ بالمائة رسم اعانة (؟) والباقي (٧٥ بالة) يقسم إلى ثلاثة أقسام : النصف يتناوله القائمقام ، وخمسة أثمان النصف الثاني يتناوله مدير المال ، وثلاثة اثمانه يتناوله معاونه .
ولقد عثرنا على الكشف التالي وهو بين الضرائب التي جبيت من قضاء غزة في سنة ٣١٠ رومية (۲) ١٨٩٤م:
(۱) كان الناس يسيرون هذه الضريبة ( الكروسة ) . لأن القصد منها كان تعبيد الطرق وتمهيدها لسير العربات ذوات العجلات أو ما يسمونها ( الكروسة ) .
(۲) كانت الحكومة التركية تعتبر التقويم الشرقي ( أو الرومي ) وظلت كذلك حتى عام ١٣٣٢ رومي (۱۹۱۷ م) اذ أمرت باستبداله بالتقويم الميلادي ، فأغلقت حساباتها في ١٥ شباط ١٣٣٢ وفتحت في اليوم التالي حساباتها الجديدة مؤرخة ، آذار ١٩١٧