أمل الأزهر فى الفاروق
هذا هو تاريخ الإصلاح في الأزهر ، وقد أراد الله تعالى أن يبقى فيه للفاروق حفظه الله أمل أى أمل ، أمل الأزهر الحديث الذي ينتظر منه تحقيقه، ليكمل به فضل الأسرة العلوية الكريمة على مصر الحديثة ، فهى التي جاهدت في إصلاحها حتى وصلت بها إلى هذه الغاية ، وانتقلت بها من ظلمة القرون الوسطى إلى النور الذى أضاء ربوعها ، ونشر معالم القرون الحديثة في أنحنائها ، فسبقت غيرها من الأقطار الشرقية بأكثر من مائة سنة . حتى صارت الآن قبلة هذه الأقطار، وأصبحت قدوتها في الأخذ بأسباب الحضارة الحديثة
وكان الواجب أن يكون لنا الآن أزهر حديث كمصر الحديثة ، لتنسجم مصر المدنية ومصر الدينية ، ولا تعوق إحداهما الأخرى في طريق النهوض ، نعم كان من الواجب أن يكون لنا الآن أزهر حديث له قدرة على حل المشكلات الدينية الحديثة، فلا يتركها تقف حجر عثرة في سبيل نهوض مصر ، بل فى سبيل نهوض العالم الاسلامي كله ، كما يتركها الأزهر الآن من غير حل ، لأنه لم يصل إلى الإصلاح الذي يعطيه القدرة على حلها . ويهبه العلم الصحيح الذى يفتح عيون أهله لترى هذه المشكلات ، وتسعى لها في حل صحيح يرفع هذا الحرج الذى يملأ صدور المسلمين ضيقاً في عصرنا ويجعلهم في حيرة من أمر دينهم ودنياهم، ويوقعهم في يأس من صلاح حالهم ، وهذا اليأس من شر ما تبلى به الأمم في حياتها ، لأنه إذا استمر فيها كان نذير موتها وفنائها .
والأزهر الحديث لا يتحق إلا فى اليوم الذي يقضى فيه على الكتب القديمة التي لا تزال الدراسة الأزهرية تقوم على أساسها ، وتعتمد عليها من