كان لى رأى فى اللجنة التي ألفها الشيخ المراغى لبحث أسباب ضعف نتائج الامتحانات فى الكليات والمعاهد الأزهرية ، وقد أيدت الأيام رأيي فيها ، فإنها لم تكد تجتمع حتى اختلف أعضاؤها في هذه الأسباب أشد. اختلاف، ولم يمكنهم مع هذا الخلاف الشديد في الرأى أن يصلوا إلى علاج ذلك الضعف، ونتيجة هذا أن الكليات والمعاهد الأزهرية ستستمر على هذا الحال السيء ، ولا يعلم إلا الله ما ينتهى إليه استمرارها على هذا الحال .
وإنما انقسم أعضاء اللجنة هذا الانقسام لأن النظام الحديث الذي قضى فيه الأزهر ما يقرب من نصف قرن لم يعمل شيئاً في توحيد آرائنا في الإصلاح ، وتكوين الانسجام اللازم بين أهل البيت الواحد، بل تركنا كما كنا قبله كثرة ترى الجمود على القديم فرضاً ، وقلة تمقت القديم وتكره الجمود ، وترى أن آثاره الباقية فى الأزهر هي السبب في فساد التعليم فيه . وبهذا تزعزع الإيمان بين الطلاب بصلاح التعليم في الأزهر ، حتى تملكتهم الحيرة ، واستولى عليهم اليأس، لأنهم لا يزالون يرون القديم آخذاً بخناقهم ، ولا تزال أساليبه فى التعليم مفروضة عليهم ، ولا بد لهم من الأخذ بها في دروسهم وامتحاناتهم ، فإذا لم يأخذ الطالب بها لم يمكنه أن يستمر فى التعليم ، ولا يلبث أن يسقط في الامتحان ويطرد من الأزهر وفروعه .
ولكن الطلاب مع هذا يسمعون كل يوم نقد هذه الأساليب القديمة ، إذ يلقيه عليهم أنصار الإصلاح في دروسهم ، ويقرءونه في بعض الكتب الحديثة