ينشر كاتب في جريدة البلاغ يختار لنفسه وصف - عليم - مقالات في الشؤون المالية لموظفى المعاهد الدينية، ولا يعنيه بشيء أمر الإصلاح في الأزهر ، ولعله لا يعجبه الكلام فى الإصلاح، ولا يرضيه ما أقوم به من الجهاد فيه ، ولهذا نظر إلى ما أقوم به من الجهاد في الإصلاح بعين السخط ورمانى بأنى قال لافعال ، وقد ادعى مع هذا أنه من أصدقائى ، ولا يمكن أن يطعن في عدو بأشد من هذا الطعن .
يا صديق عليم ، سأنشر لك صفحة من أعمالى على كره منى ، لترى أنى فعال لا قوال ، لقد تلت شهادة العالمية سنة ١٣٥٧ هـ ( ۱۹۱۸ م ) وأنا فى الرابعة والعشرين من عمرى ، واشتغلت بالتدريس في معهد طنطا ، فدرست فى أول ما درست متن الآجرومية فى النحو ، وقد مرت عليه قرون لا يأخذ أحد عندنا عليه شيئا ، فلما قمت بتدريسه وجدت فيه كثيراً من الأخطاء ، ورأيت أنه مع هذا لا يصلح لتعليم المبتدئين ، فوضعت بدله . كتابي - الأجرومية العصرية - على أساس الطريقة الاستنتاجية ، وهى الطريقة التي جرى الا ، الأستاذ الجارم عليها بعدى فى كتاب - النحو الواضح - فلق فيه من تشجيع وزارة المعارف مالقى ، أما أنا فكان بعض إخواني من مراقبي معهد طنطا يمنع الطلاب من إظهار كتابي في دروسهم .
ثم أظهرت كتابي - زبد العقائد النسفية مع شرحها وحواشيه - وهو كتاب في فلسفة التوحيد ، ألفته وأنا طالب بالقسم الثانوى ، ثم أدخلت فيه قليلا من التهذيب، وأظهرته بعد كتاب الآجرومية العصرية .
ثم ألفت بعد هذا كتاب - الميراث في الإسلام والرد على الفيلسوف بنتام - وهو يشتمل على تفصيل أحكام الميراث في الشريعة الإسلامية