انتقل إلى المحتوى

صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/17

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
﴿١٤﴾

اي بعضنا حدث بعضاً . واذا كان الفعل متعديا بحرف أو ظرف وجب ذكره مع الثانية فيقال عفا أو عفوا بعضهم عن بعض وقال او قالوا بعضهم لبعض وتكلم او تكلموا بعضهم مع بعض ودخل بعضهم عند البعض ، ولا يقال مطلقاً عفوا عن بعضهم البعض او قالوا لبعضهم البعض او تكلموانع بعضهم البعض ، وإذا سبقهما مصدر اضيف الى الاولى وجرت الثانية على حكمها مع الفعل نحو يسرني تعاضد بعضهم مع بعض ومقابلة بعض الاصحاب البعض الآخر ويقال ايضا علي البدلية مقابلة الاصحاب بعضهم البعض . واذا كانت المشاركة بين اثنين فلا محل للفظ البعض فلا يقال ابي وامي شاور بعضهما البعض لان البعض جزء من كل بل يقال احدهما الآخر وكذا مع الحرف او الظرف فيقال سطا احدهما على الآخر وسار احدهما مع الآخر، ولا وجه للاضمار يفي الفعل هنا . واذا استعمل فعل المشاركة اكتفي بضمير التثنية أو الجمع بعد ذكر ما يعود عليه فيقال هذان الرجلان يتحادثان وهؤلاء الرجال يختصمون عوض ان يقال يحدث احدهما الآخر ويخاصم بعضهم بعضاً ، فتأمل»

فقد علم مما تقدم ان هذه الكتب التي وضعتها شديدة اللزوم للمدارس والعموم أيضاً لان الطالب يستغني بها عن مشاق المطالعة الطويلة والتنقيب في المطولات

فقد حان لنا ان نشرع في بيان ما عثرنا عليه وسنعثر من الخطا في التعريب وقواعد اللغة واستعمال الفاظها فيتضح جليا ما الم بها من الفساد والخلل وستم التراكيب ونحو ذلك . على اني اسبق فاقول ان ما ظهر من مطبوعاتي لا يخلو من الغلط فالبعض كان مني وذلك حين كنت غير متمكن من اسرار العربية واكثره من عدم معرفة مرتبي الحروف او من فلسفة المطبعة . وذلك يظهر للناقد البصير في ما عربت من ديوان الفكاهة وكتب