سر تقدم الانكليز السكسونيين ۲۲۳ تنشر بأحرف كبيرة أشد الاخبار اقلاقا للراحة العمومية وتقل تلك الاعداد متى ساد السكون على الناس الا ان الجرائد لا تعدم سبيلا للرواج فتختلق الحوادث وتعظم ماصغر منها وتوقظ اللاهى وتحض على تهييج الافكار لأنها في حاجة اليه .. انظر كيف يزداد عدد الجرائد في أزمنة الاضطراب وكل من لم يطمس الله على بصيرته يقول ان تقدم الزراعة وارتقاء الصناعة ورواج التجارة انما يقوم بقتل الصحف وموت الجرائد يقال ان أرباب الجرائد قد استعدوا للبحث في المسائل السياسية لانهم يخوضون فيها كل يوم . نعم أسلم انهم مستعدون للكلام في كل موضوع الا انهم يتكلمون كما تتكلم الجرائد . وصاحب الجريدة مضطر بطبيعة حرفته الى التفكر عاجلا والحكم على الاشياء عاجلا والكتابة عاجلا فما لاحت له بارقة فكر الاكتب فيها من حينها اذ ليس عنده زمن ليمعن النظر فيها وكبار أهل الجرائد يعرفون ذلك ويشكون منه أما الآخرون فلا يخطر لهم هذا على البال بل يعتقدون في أنفسهم ماشاء الله ان يعتقدوا ويقولون غير هازلين أنهم أرباب زعامة فى الامة وأهل سيادة على الافكار صاحب الجريدة محتاج الى تغليظ صوته ليسمع الناس ويحول الافكار اليه ضرورة قضت بها مهنته واستلزمتها حياة جريدته فهو يبالغ بطبيعة الحال كما اننا نأكل أو ننام . ان قال في رجل انه نذل أو وغد فمعناه ليس بأكثر من انه واياه فى الرأى مختلفان وليس لكلامه غاية يقصدها ولكن هكذا اقتضت لهجة الجريدة فوجب الصراخ حتى يسمع الناس كما يقع في الموالد والاسواق حيث الوسيلة فى الفات القوم كثرة الجلبة على الأبواب وذلك
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/231
المظهر