سر تقدم الانكليز السكسونيين ۲۲۱ المتطرفين فى السياسة انتقاما منها اذ اننا لا نرى سببا يمنعهم في هذه الحالة من الانحياز لحزب اليمين الذى يلتقى مع حزب الشمال في محاربة نظام الهيئة الاجتماعية الحالى مع ان لهم في الانحياز اليه مزية تمكنهم من اهتمام الحكومة بانها السبب فى اخفاقهم . والذى يؤيد ان هذا الدليل لا قيمة له هو تساوى عدد المحاميين الذين لا يجدون ما يشغلهم من القضايا في حزب الشمال وحزب اليمين تقريبا اذا لوحظت النسبة بين جميع في المجلس الاحزاب الامر الثاني ان أغلب هؤلاء الاطباء يحصل انتخابهم من جهات الارياف والسر فى هذا ان أصحاب الاملاك الواسعة لا تقيمون غالبا في الارياف كما قدمنا وان عددهم قليل أيضاً في مجلس النواب فلما اختفوا عن أعين الاهالى قلت معرفتهم بهم وضاع ميلهم اليهم وهم في ذلك مصيبون ورأوا أنهم لا يستحقون أن يقوموا بالنيابة عنهم اذ لم يعد لهم بينهم من المآثر غير جمع المال منهم لينفقوه في المدن التي يسكنون فيها . وأرباب الاملاك الواسعة هم فى الغالب من المحافظين فالنواب من أهل الزراعة في المجلس خمسة وسبعون فيهم أربعة وخمسون من حزب اليمين وواحد وعشرون من حزب الشمال وبتركهم الريف يضيع نفوذهم بين أهله وينتقل بالطبيعة الى اعدائهم فى السياسة الذين هم من حزب الشمال فينتخبون بدلا منهم . ولا يوجد فى الارياف من يصح له أن يقوم مقام أولئك الملاك الغائبين الا الاطباء والمحامون والموثقون فلهذه الطوائف الثلاث نفوذ طبيعي بين الناس عظيم لـ لكثرة من يخالطون والافضاء اليهم باسرار العائلات وما يقومون به
صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/229
المظهر