رد الخليط الجمال فانصرفوا
المظهر
ردَّ الخليطُ الجمالَ فانصرفوا
ردَّ الخليطُ الجمالَ فانصرفوا
ماذَا عَلَيْهِمْ لَوَ انّهُمْ وَقَفُوا
لَوْ وَقَفُوا ساعةً نُسَائلُهُمْ
رَيْثَ يُضَحّي جِمَالَهُ السَّلَفُ
فِيهِمْ لَعُوبُ العِشاء آنِسَهُ الـ
دَّلّ، عروبٌ يسوءها الخلفُ
بَيْنَ شُكولِ النّساء خِلْقَتُها
قصدٌ، فلا جبلةٌ ولا قضفُ
تغترقُ الطَّرفَ وهيَ لاهيةٌ
كأنّما شَفَّ وَجْهَها نُزُفُ
قَضى لهَا اللَّهُ حين يَخْلُقُها الـ
ـخالقُ ألاَّ يكنَّها سدفُ
تَنامُ عَنْ كُبْرِ شَأنِها فإذا
قَامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ
حَوْراءُ جَيْداءُ يُسْتَضاء بها
كأنّها خُوطُ بَانَةٍ قَصِفُ
تَمْشي كمَشْيِ الزَّهراء في دَمَثِ الـ
ـرَّملِ إلى السّهلِ دونهُ الجرفُ
ولا يغثُّ الحديثُ ما نطقتْ
وَهْوَ بِفِيها ذُو لَذَّةٍ طَرِفُ
تَخْزُنُهُ وَهْوَ مُشْتَهًى حَسَنٌ
وهوَ إذا ما تكلمت أنفُ
كأنَّ لبّاتها تبدَّدها
هَزْلى جَرَادٍ أجْوَازُهُ جُلُفُ
كأنّها دُرَّةٌ أحَاطَ بِها الـ
ـغوَّاصُ، يجْلو عن وجهها الصَّدَفُ
واللهِ ذي المسجدِ الحرامِ وما
جُلِّلَ مِنْ يُمْنَةٍ لها خُنُفُ
إِنّي لَأَهواكَ غَيرَ ذي كَذِبٍ
قَد شُفَّ مِنّي الأَحشاءُ وَالشَغَفُ
بَل لَيتَ أَهلي وَأَهلَ أَثلَةَ في
دارٍ قَريبٍ مِن حَيثُ تَختَلِفُ
أَيهاتَ مَن أَهلُهُ بِيَثرِبَ قَد
أَمسى وَمَن دونَ أَهلِهِ سَرِفُ
يا رَبِّ لا تُبعِدَن دِيارَ بَني
عُذرَةَ حَيثُ اِنصَرَفتُ وَاِنصَرَفوا
أَبلِغ بَني جَحجَبى وَقَومَهُمُ
خَطمَةَ أَنّا وَراءَهُم أُنُفُ
وَأَنَّنا دونَ ما يَسومُهُمُ ال
أَعداءُ مِن ضَيمِ خُطَّةٍ نُكُفُ
نفلي بحدّ الصَّفيحِ هامهمُ
وفلينا هامهمْ بنا عنفُ
إنّا وَلَوْ قَدَّمُوا التي عَلِمُوا
أكْبادُنَا مِنْ وَرَائهِمْ تَجِفُ
لمّا بدتْ غدوةً جباههمُ
حنتْ إلينا الأرحامُ والصُّحفُ
كقيلنا للمقدِّمينَ: قفوا
عن شأوِكُمْ، والحِرَابُ تخْتَلِفُ
يتبعُ آثارها إذا اختلجتْ
سُخْنٌ عَبِيطٌ عُرُوقُهُ تَكِفُ
قالَ لنا النّاسُ: معشرٌ ظفروا
قلنا: فأنّى بقومنا خلفُ
لنا معَ آجامنا وحوزتنا
بَيْنَ ذُرَاها مَخارِفٌ دُلُفُ
يذبُّ عنهنَّ سامرٌ مصعٌ
سودَ الغواشي كأنّها عرفُ