رأتني مجدا فاستهلت جفونها
المظهر
رأتني مجدّاً فاستهلت جفونها
رأتني مجدّاً فاستهلت جفونها
بدمع كتهتان الغمامة واكف
وحنت لو شك البين لطفاً ورأفة
بقلب رحيم بالمودة عاطف
فعجت إليها للوداع مسلماً
وقد حثني للنفر نبأة هاتف
فلما التقى الكفان أبكى بكاؤها
عيون نساء حولها ووصائف
وقد علمت أني سموت لهمة
يعز مقامي بعدها في الخوالف
فقلت لها إِذ أجهدت في تثبطي
ورامت منيّ وقفة المتعاطف
أفيقي لك الخيرات من عبرة البكا
ولا تهلكي وجداً لفرقة آلف
ولا تحسبيني بعد ما صرت حافظاً
لأول آي العنكبوت بواقف
وهل لحميّ أن يخيم بعد ما
رأى الدين مقهوراً فمن للمعارف
أأرضى عن الأخرى بمنزل نقلة
يمر بمن فيه كقذفة قاذف
لي الويل إِن لم أجهد النفس أو أمت
صريعاً وإلاَّ شارياً في طوائف
ولا أدرك المأمول إِلا بعزمة
تفل غرابين المنى والتساوف
وفرقة أحباب وصرم لذاذة
ونفي رقاد واجتياز مخاوف
أراعك إِذ قال الجهول بأمرنا
أمامهم بحر كثير المتالف
كأن فتى رام الجهاد يروعه
هياج أذي مزبد متقاذف
سنعبره باللّه في نصر دينه
إِذا عام فيه عائم للملاطف
سنعبر في لج البحار تغلغلاً
إلى أخوة شمّ الأنوف غطارف
لكل فتى منهم عزيمة فيصل
وشدة ضرغام وهمة عارف
أولاك أقاموا الحق بعد عرائك
شداد وطعن بالقنا وتساويف
أولاك بهم تحيى هشيمة ديننا
وتدوى بساتين الطغى والمعازف
سيعلم دغار بن أحمد والفتى
سلالة مهدي وكل مخالف
إِذا نزل المستنصرون بجحفل
يهزون بيضاً كالبروق الخواطف
بأن لنا للعز والدين معصماً
وللّه حزباً قادماً في التزاحف
ألا رب مسرور بعصمة أحمد
إِذا عوينت فوق الذرى والحقائف
ألا رب مكروب شجي إِذا بدت
تجر قناها في وجيب الشراسف
ستعنى وجوه المبطلين وتلتوي
إِذا أخذوا بالحق أخذة عانف
ستقصر أيدي المبطلين عن الخطا
وخطرتهم بين الملا في الرفارف
سيرجع قطب الدين في مستقره
ويجزى سمام الهلك أهل المعازف
وما العز إلا للاله ورسله
وللمؤمنين الغر قرَّا المصاحف
فيا أيها الأحزان أنتم ملاذنا
وأسلافكم كانوا ملاذ السوالف
ذكرنا كم لما غطتنا حنادس
من الجور لما يحصها وصف واصف
وجئنا بلا أيد ولا فئة ولا
سلاح ولا مال تليد وطارف
وليس على الضرا يعد سواكم
لكشف غياهيب الدجى المترادف
فلا تشمتوا الأعداء بالحق بعدما
أذعنا له نصراً على كل خائف
فكم شاحب رث العزيمة خلفنا
ومستنصح يرجو انتصاراً وخائف
وصلوا على زين القيامة أحمد
شفيع البرايا عند نشر المصاحف
مدى الدهر ما هبت رياح وما جرت
سيول شآبيب السحاب الرواجف