خذوا خير الأحباب من بسمة الفجر
المظهر
خذوا خير الأحباب من بسمة الفجرِ
خذوا خير الأحباب من بسمة الفجرِ
وداوُوا بها الألباب من جذوة الهجرِ
ففي طيّ بُرد الريح نشرُ حديثهم
وفي برئها من ذي الجوى مصطلى الجمرِ
وبالسر أحبابٌ دعَوا حق غربتي
فاسكنهم من منزل القلب بالسرِّ
نعم شاع حبي فيهم أبداً فلم
يسعْه ضمير لا ولا دمعةٌ تجري
رمَوني جهاراً بالقطيعة والقِلا
وودُّهم لي في جوارحهم يسري
على أنني لم أنْأَ عنهم ملالةً
ولكن رجاءً وانتظاراً إلى اليُسرِ
تكلَّفْ إذا اشتدت معالجة الهوى
عليك فبعض الشر يدفع بالشرِّ
وكل عسير بُرؤُه فعلاجه
على ذي الحجى سهلٌ بأدوية الصبرِ
رعى الله دهراً سالمتْنا صروفُهُ
بوادي صداق والمطي بنا تسري
تقول لي الحسنا أمرُّ بداركم
وما داركم تسمى فقلتُ لها مُري
شكوتُ إليها ما وجدتُ من الجوى
وأدمعها تجري وألحاظها تبري
وقلتُ لها يا قرة العين هل إلى
لقاك سبيل قالت استكفِ بالنَّزْرِ
لعل زمان الخَير يسمح باللقا
فيجمعنا الرحمنُ في آخر العمرِ
حوت مهجُ العشاق قبضاً وبَسطة
كما قد حوى سلطاننا خدمة الدهرِ
هو الملك السلطان تيمور ملجأُ
الأنامِ وغيثُ الأرض بالنائل الغَمْرِ
تجلى على الكسري ينشر فضله
فيا خجلة للبدر والقطر والبحرِ
بدا في زمان أجهد الناس صرفه
فكان محل الروح للبدنِ الدثرِ
وقوَّم منهم من تعَّوج حالُه
فكان لحال الناس كالجَبْر للكسرِ
فأخلاقه نَدٌّ وأوقاته ندى
وأرزاقه مَدٌّ وذا البحر في الجَزْرِ
طريق إلى العَليا شفيق على الورى
حقيق على الدنيا به التَيْه بالفخرِ
إذا سار سار الخلق تحت لوائه
وإن قام تَحسَبْ عنده موقفَ الحشرِ
فَأَموالهُ نَهب وأفعاله هدىً
وآمالهُ شهب تلوح بذا العصرِ
هنيئاً لك العيد المباركُ يا أبا
سعيد فيوم النحرِ كالعقد في النحرِ
ولا زال هذا العيد يعتاد وصلَهُ
بليلاته الغَرَّا وأيامه الغّرِ
جزاه إله العرش عني زيادةً
من الملكِ والمعروفِ والعِزِّ والعُمْرِ