تبسم كالبرق
المظهر
تبسٌم كالبرق
تبسَّم كالبرق لمَّا آئتلق
رشاً خاتَل القلب حتى آعتلقْ
ولاحَ لنا مرسلاً شِعره
فكانَ الضياء وكان الغسَقْ
كأنَّ سنا نوره صارِمُ
اصيب الصباحُ بهِ فآنفَلَقْ
فما حاكَ من شعره مطرفاً
من الليلِ الاّ وفيه إنخَرَق
بدى والثريَّا بأفق السما
كعنقود فاكهة في طَبق
فأخجل بدر السما وجههُ
فذا الطلّ راشح ذاكَ العَرق
وجنَّ سهيل الى وجنتَيه
فها هو في الافقِ رهن القلق
يجورُ النطّاق على خصرهِ
فها هو منذعر المنتطَق
بخَدٌيهِ وردُ زها زهرَهُ
لِما قد سقَته القلوب العلق
أقام به خالّه حارساً
يذود عن الزهر سحر الحدق
فصُنه بنهديك هب إنٌهُ
صَلا نار خدّيك حتى احترق
فقد ماج ماء الصبا فيهما
ألم تخشَ ان يعتريه الغَرقْ
رشاً خامر السكر إخلاقَهُ
فبات يُرى فيه مثل النَزقْ
ثناياهُ والواو من صِدغِه
هما علَّمانيَ عطف النسَق
فبتُ ّ ومن ريقهِ خمرتي
ولم أحتسي كاس ساقٍ رَهَق
ولم اسأمِ الراح لكنّني
تركتُ الرقيقَ بأخذ الأرقّ
سقى بقعة الكرخ من ملعبٍ
ملث القطار مُديم الغَدَق
سكوب يحاكي بتسكابِه
غُروب السواقي اذ ما اندفق
فلي عندها لا درتْ عُذ ّلي
فتاةٌ تضيء ضياء الفلق
على انها لم تنلني سِوى
شهيّ المقّبل والمُعتنَق
وكنّا رضيعي لبان الهوى
لنا كلُ ّ ما راق منه ورَق
ومذ جاء حق الحجى بالمشيب
وكان الصبا باطلاً قد زهق
لَوتْ جيدَها والهوى عاكِف
وذلك باقٍ بقاء الرَمَق
ومذ فلق الشَّيب قد حفّ بي
تلَتْ قُل اعوذ بربّ الفلق