انتقل إلى المحتوى

إذ كنت ذا عين إلى المجد رامقه

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

إذ كنت ذا عين إلى المجد رامقه

​إذ كنت ذا عين إلى المجد رامقه​ المؤلف ابن شهاب


إذ كنت ذا عين إلى المجد رامقه
ونفس إلى أسمى المراتب تائقه
عليك بحب المصطفى من بهديه
ودعوته نجى الجليل خلائقه
وأيّده بالمعجزات فأصبحت
براهينه للشرك بالحق ماحقه
وحب الوصي المرتضى حيدر الذي
له هجمات في المواقف خارقه
وتعظيمك الزهراء سيدة النسا
فليس لها منهن في الفضل لاحقه
وحب الشهيدين اللذين اعتدت على
حياتهما غلف من الدين مارقه
وأولادهم حمّال أسرارهم وحافظي
الدين من كيد الفئات المفارقة
وهم كابر عن كابرٍ قد توارثوا
غوامض علم المصطفى وحقائقه
أولئك أهل البيت والعترة الأولى
بفضلهم الآيُ الكريمة ناطقة
وعن جدهم قد جاء أن وجودهم
أمانٌ لئلاّ تصبح الأرض غارقة
وأن محبيهم بيوم الجزاء في
معيتهم إذ راية الحمد خافقة
ومبغضهم حشو الجحيم وهل ترى
لهم مبغضاً إلا القلوب المنافقة
وكم أورد الحفَّاظ أخبار فضلهم
بنقل أبانوا عزوه وطرايقه
ألوف من الأعلام دانوا ودوّنوا
جلائل ما امتازوا به ودقائقه
بتقبيل أيديهم نوال المنى لمن
له نيّة التعظيم للمجد سائقه
ولكن إذا لم يرضه ابن فحبذا
ودعواه حقاً خلّة غير لائقة
فكن مخلصاً في حبهم كي تنير في
فؤادك من أفق العنايات بارقه
وإياك أن تصغي إلى ما تأوّلت
وما حرّفت حسّادهم والزنادقه
ففي الذكر لا أنساب في الحشر بينهم
وجاءت أحاديث الرسول مطابقة
ولكنه استثنى وخصّصه بأن
أنسابه موصولة وعلائقه
وكم فسروا أمثال هذا بغير ما
يراد كما دانت بذالك البطارقه
فلا قدس الرحمن حزباً قلوبهم
وأقلامهم عن مهيع الحق آبقه
طغى بهم الكبر المشوم فناطحوا الجبال
أليس الصخر للراس فالقه
رأوا صادق الأنباء غير موافق
هواهم فخاضوا في ضلال الأزارقه
إلى ضوء نار النصب يدعون جهرة
وينهون عن شمس الهدى وهي شارقة
وَمِن أنكر الأشياء لَوْمُ قبيحة
مشوَّهة عُشَّاقَ حسناء فائقه
كحُمْرٍ بسيما الصافنات تظاهرت
ولكنها حول المعالف ناهقه
وكم جاوروا جهّال قوم فأفسدوا
عقائدهم والنار للجار حارقه
ولو أقلعو عن غيّهم لتبوّؤا
منازل مجد بالثواب لاصقه
صلاةً على الهادي وعترته ومن
بحبهم أرضى المهيمن خالقه
ولعنته تترى على كل فاسق
يرى بغض أهل البيت ديناً وفاسقه